كتب محمود القيسي
الخيل والليل..!؟
“ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ”
- ابو الطيب المتنبي
لم يعد مقبولًا إن نتكلم عن فن الممكن بخلفية السبعينيات حيث كانت بلاد سام مربض خيول العالم التي كسرت إرادة الإتحاد السوفياتي وارسلت نكيتا خروتشوف إلى تقاعد مبكر بعد أزمة الصواريخ في ظاهرة لم تعتاد عليها بلاد لينين القياصرة من قبل.. نحن في عصر ( العشرين ) الذي تجاوز تلك الحقبة بسرعة الإلكترونيات وعصر ( السبعة الكبار ) وعصر ( بريكس ) وأخواتها.. والتي أصبحت العربية السعودية إحدى أكبر كبار تلك المجموعات الحاكمة الكبار…
عصر الذكاء الاصطناعي التي أصبح فيها بائع الخضار يمتلك في الحد الأدنى جهاز محمول في جيبه أو بين الخضار المحمولة على عربة الخضار… نعم، لقد أجرى بلينكن والأمير محمد بن سلمان مناقشة مفتوحة وصريحة غطت القضايا الإقليمية والثنائية، وكانت هناك درجة جيدة من التقارب ودرجة اخرى من التباعد حول المبادرات المحتملة بشأن المصالح المشتركة، مع ((( الاعتراف أيضا بالاختلافات القائمة ))) ومصالح كل بلد وخصوصيتها ومصالحها العامة والخاصة…
وذكر مسؤول أمريكي أن بلينكن أثار أيضا ((( ملف حقوق الإنسان ))) بشكل عام وقضايا محددة.. الملف الذي أضحى فيلم أمريكي محروق بعد التطور الهائل والانفتاح الكبير في مملكة ((( النيوم ))) ودولتها. نعم، لقد أصبح إتفاق بكين جزءً لا يتجرأ في أجندة المملكة والولايات المتحدة على حد سواء في حين مازالت ( بعض النخب السياسية القديمة ) عاجزة عن استيعاب إن ما بعد (((( بكين )))) غير ما (((( قبلها ))) والعاقبة على المتقين..
ولذلك حين قيل لأحدهم وقد كان رجلاً: لنا حويجة، تصغير حاجة، أي، جئناك تقضيها لنا من ( خلف البحار )، فأبى وقال: اطلبوا لها رجيلاً، تصغير رجل، فالرجيل تشبع نفسه بعمل اليسير، أما هو فهمته عالية، قد رصد نفسه لضخام الأعمال، ويأنف من صغارها بالعربية الفصحى والشاطر يفهم!؟… والسياسة مرتبة عالية، ولعلها الأعلى بين المراتب الدنيوية والغير دنيوية..
نحن نتكلم عن سياسة وإدارة الدولة والمجتمع والسياسة والاقتصاد.. إدارة شؤون الناس، ورعايتها، وانتظام حياتها، فلما كانت بهذه المكانة العالية، فلا يصلح لها أن تكون فن الممكن فقط بل المستحيل كذلك، ولا يصلح لتبوئها غير الأكفاء من أعلام الناس وأعيانهم كما تقول العرب العاربة، الذين امتازوا بالذكاء والقوة والقدرة والنخوة…
فكما قال متنبي “على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عينِ الصغير صغارها وتصغر في عينِ العظيم العظائم” في موقعة من تلك المواقع الكثيرة في تاريخنا.. مواقع العزة والمسؤولية والكرامة التي تعد ولا تحصى: “ولا تحسبن المجـد زقـاً وقينـةً… فما المجد إلا السيف والفتكة البكر…. وقول الآخر: “إذا ما علا المرء رام العلا… ويقنع بالدون من كان دونا…!؟