شهدت بيروت امس ما يشبه «الوقت المستقطع» بين المبادرات لكسْر المأزق الذي يعبّر عنه الإصرار الحاسم من النائب طلال أرسلان على مطلب «العدلي» لحادثة قبرشمون باعتبار أن ما حصل في 30 حزيران هو محاولة اغتيال أقلّه للوزير صالح الغريب في الاشتباك مع مناصرين لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، مقابل رفْض جنبلاط القاطع للتصويت «فهذه بدعة لا مثيل لها، وبالأساس نرفض الأحكام العرفية المُسْبَقة من أي جهة كانت»، مؤكداً «وحده التحقيق يقرر مسار الاتجاه بعد تسليم المتهَمين من الفريق الآخر».
وبين هذين الحدّيْن المتقابليْن، تجري محاولاتُ ابتداع حلولٍ وبينها «التصويت السري» في مجلس الوزراء، وفق هنْدسةٍ يُراد لها أن تضمن «التعادل السلبي» الذي يُسْقِط عملياً مطلب «العدلي» لتبقى قضية «البساتين» تالياً في عهدة المحكمة العسكرية، وهو ما بدا أن جنبلاط يصوّب ضمناً عليه.
علماً أن «سلّة الاقتراحات» التي ما زالت تعترضها «فيتوات» تتضمّن صيغاً أخرى بعضها «مستور» وبعضها الآخَر معروف ومنه فصْل مسار الحادثة عن جلسات مجلس الوزراء، أو «ابتكار» صيغة لطرْحها على الطاولة، كمادةِ نقاشٍ لا كبندٍ، ومن دون التسبب بـ«تفجير» الحكومة.
المصدر: الراي الكويتية