بقلم خديجة مصطفى
تواجه القراءة تحديات غير مسبوقة بسبب تزايد الزخم المعلوماتي بالصوت والصورة، لكنها تحافظ على وهجها وأهميتها كوعاء للمعرفة، وواحدة من أهم وسائل اكتساب المعلومات والتعليم، وتوسيع الآفاق. ومع التقدم التكنولوجي، وظهور ما يسمى بالعصر الرقمي، تغيرت طريقة تفاعلنا مع الكتب والمعلومات بشكل واضح، إلا أنه كان مفيداً جداً، فهو أسهم في الوصول إلى المعلومات بطرق أسهل من أي وقت مضى. وأيضاً ظهرت تطبيقات متخصصة في القراءة،
وشاهدنا الكتب الإلكترونية، وبين أيدينا آلاف من المقالات المتاحة عبر شبكة الإنترنت، وباتت قراءة أي محتوى مهما كان نوعه ومكانه متاحة في أي وقت ومكان. لكن هذه التقنيات غيرت من عادات القراءة، على سبيل المثال، نشاهد ميل الكثير من الناس إلى قراءة المحتوى بسرعة، وهذا يقلل من الفهم العميق للنصوص أو التنبه لما تحتويه من أفكار مهمة ،القراءة السريعة قد تكون مفيدة عند الرغبة في الحصول على المعلومات بسرعة، لكنها لا تعزز التفكير النقدي والتحليل. نلاحظ وجود العديد من المحتويات المتاحة، لكن أصبح من الصعب التركيز على قراءة نص واحد لمدة طويلة دون تشتت، وهذا التشتت قد يؤثر سلباً في قدرة الأفراد على الانغماس في الكتب والمقالات.
وكما هو واضح، فإن هناك تزايداً في الاعتماد على الفيديوهات، والمحتوى السمعي، للحصول على المعلومات، وهذا أدى إلى تراجع الاهتمام بالقراءة التقليدية، ومع أن تلك الوسائط الحديثة توفر فوائد، إلا أنها تؤدي أيضاً إلى ضعف في القراءة العميقة. ونصل إلى نقطة مهمة تتعلق بضيق الوقت، فنحن نعيش في عالم مليء بالضغوط اليومية، حيث يعاني كثيرون صعوبة في تخصيص وقت للقراءة. وإذا كانت التكنولوجيا هي المتسببة بهذه المعضلة، فإنها أيضاً هي التي أحضرت الحلول المناسبة، مثل استخدام التطبيقات الرقمية لتعزيز القراءة، مثل الكتب الصوتية، والكتب الإلكترونية، التي تجعل القراءة متاحة بشكل أكبر.تبقى القراءة مفتاح المعرفة، وبوابة التطور، لذا، من الأهمية تبني ثقافة القراءة بشكل جديد، ورغم التحديات التي نواجهها فإن الفرص المتاحة لتعزيز القراءة أكبر من أي وقت مضى. من خلال استثمار الوقت والموارد في تعزيز هذه الثقافة،
يمكننا ضمان أن تبقى القراءة جزءاً أساسياً من حياتنا، ما يسهم في بناء مجتمع مثقف ومستنير. فلنجعل القراءة عادة يومية، ولنتذكر دائماً أن كل كتاب هو مفتاح لعالم جديد من المعرفة