كانت فرصة ذهبية لمنطقة المنية أن تستريح -ولو لدورة نيابية واحدة على الأقل- من زحمة التنافس العائلي أو من زحمة التنافس داخل العائلة الواحدة، كما هو حاصل في المشهد الانتخابي الحالي حيث يتوزّع المرشحون من أل علم الدين والخير على أكثر من لائحة ولائحة!
كانت فرصة أن تعرف المنية عناوين جديدة كالإنماء والاستثمار والمشاريع المنتجة، وذلك عندما سعى رجل الأعمال أحمد علم الدين (الدوري) للترشح تحت هذه العناوين، إلّا أن الظروف الخاصة، التي فنّدها في بيان الانسحاب، كانت هي الأقوى، فخسر الإنماء معركته، لتعود المعركة الانتخابية إلى مربّعها الأول في السباق السياسي العائلي التقليدي الضيّق، ليس إلّا!
وعندما نحكي عن إمكانية الإنماء الحقيقية فإنّما نحكي عن واقع ملموس معاش يتمثّل في حفر صخر الجبل وتحويله إلى وجهة سياحية، حيث بات جبل الميرادور مقصداً ليس لأهل الشمال فقط، بل لجميع اللبنانيين، وأكثر من ذلك لجميع المغتربين المنتشرين في أوستراليا وكندا وباقي أصقاع الأرض الذين وجدوا في هذا المشروع الضخم ملاذاً أمناً لأموالهم واستثماراتهم…
المعركة!
وبعيداً عن ضجيج الجرافات والأليات التي تعمل في الجبل الأخضر، بدأ ضجيج التنافس الانتخابي بين المرشحين الذين توزّعوا على اللوائح الرئيسية والثانوية، حيث حلّ النائب عثمان علم الدين، بعد مخاض عسير، على لائحة أشرف ريفي – القوات اللبنانية، كما عاد النائب السابق كاظم الخير إلى لائحة كريم كبارة المدعومة مبدئياً من الرئيس نجيب ميقاتي، فيما دخل المرشح أحمد الخير إلى لائحة مصطفى علوش (ربما برعاية حريرية غير معلنة)، واكتملت رباعية اللوائح بالمرشح نبراس علم الدين على لائحة كرامي – الصمد الذين استبعدوا للمرة الثانية المرشح كمال الخير حيث أعلن إنسحابه على دويّ خطاب “والي الضنية والطرابلسي المتردّد”.وقد تميّزت لائحة الجمهورية الثالثة (عمر حرفوش) بانضمام المرشح محمد عمر زريقه كممثل وحيد عن العائلة، فيما توزع بقية المرشحين على قائمة اللوائح التي بلغت 11 لائحة في دائرة الشمال الثانية.
وبالانتظار، المنية خسرت بالإنماء..فهل تربح في السياسة؟
جريدة الدوائر العدد ٥١٦