تتجه أنظار العالم وخاصة الأطراف الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يحدث من تطورات في شمال شرق سوريا بعد بدء تركيا في حملة عسكرية في شرق الفرات.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ”العرب”، أن حزب الله يشعر بأن التقاطع الروسي الأميركي على السماح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخوض هذه الحملة، سيؤدي إلى تعزيز دور تركيا وترجيح كفتها في سوريا، ما سيساهم أيضا في تعزيز الجهود المتعددة الأطراف التي تعمل على تقليص نفوذ إيران وميليشياتها في هذا البلد.
وتنقل هذه المصادر عن أوساط حزب الله أنه يراقب عن كثب التطور في شمال سوريا من ضمن المشهد الإقليمي العام، ويرى أن الإجراء العسكري الذي لم تعترض عليه روسيا، على الرغم من اعتراض إيران، شريكة الدولتين في عملية أستانة، يطرح أسئلة حول ما تخطط له موسكو في سوريا ولبنان معا.
ويعتبر الحزب أن التمدد التركي في سوريا يأخذ اعترافا شرعيا على منوال ذلك الروسي والإيراني في هذا البلد، وأن حضور تركيا الدولة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإيران، سيعجل من انسحاب الميليشيات، التي يعتبر حزب الله أنه أهمها ومن واجهاتها، لصالح تسويات تستخدم الجيوش المباشرة.
وتقول أوساط متابعة إن الضجيج في شمال سوريا قد غطى على الجلبة المتعلقة باحتمالات الحرب والسلم مع إسرائيل، والتي كانت تتيح لحزب الله لعب دور محوري فعال في هذا الصدد. وتضيف أن الحدث السوري الجديد يعزز دور إسرائيل في سوريا، بصفتها دولة تتمتع بعلاقات مع كافة الدول المنخرطة ميدانيا داخل سوريا ما عدا إيران، ما يجعل من الجراحة التركية في الشمال متكاملة مع تلك التي تمارسها إسرائيل في الجنوب بموافقة أميركية وبتواطؤ روسي لا لبس فيه.