Loading

wait a moment

No data available!

بكركي تتوسّط على خطّ بعبدا – معراب

دخل لبنان مرحلة جديدة من الاصطفافات السياسية، كذلك بات هناك نمط جديد في التعاطي السياسي والاقتصادي بعد الحدث غير المسبوق في قصر بعبدا من خلال طاولة الحوار الاقتصادي والتي جاءت على خلفية إنقاذ لبنان من أي انهيار أو يونان جديدة كما قال رئيس الحكومة بغية تحصين الساحة الداخلية في مواجهة ما يجري من أوضاع اقتصادية مستشرية وفي خضم العقوبات اللبنانية المفروضة على حزب الله وما حصل مع أحد المصارف، فهذه العناوين تبقى الأساس في هذه الظروف الاستثنائية التي يجتازها البلد على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية وحيث تشير المعلومات إلى أن هناك خطوات كثيرة ستتخذ لاحقاً في إطار اللقاءات المفتوحة بين الرؤساء الثلاثة على خلفية إعلان حالة طوارئ اقتصادية، إذ ثمة توافق بين الرؤساء الثلاثة على كل العناوين المطروحة وهناك أجواء عن اتصالات تجري بينهم حيال كل المسائل المطروحة على بساط البحث بعيداً عن الأضواء والإعلام نظراً لدقة المرحلة التي تستوجب مثل هذه الاتصالات والمشاورات.

وفي هذا الإطار تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك أيضاً اتصالات أخرى تجري مع دول عربية وغربية لوضعها في صورة الخطوات والإجراءات التي تقدم عليها الدولة اللبنانية في هذه الظروف بغية وضعهم في كل ما يحصل والذي يصب في المحصلة في إطار العملية الاقتصادية الإصلاحية، إذ من الواضح أن ما يحصل اليوم إنما يصب في سياق قيام لبنان بما هو مطلوب منه ربطاً بمؤتمر سيدر، إذ هذه الطاولة الحوارية الاقتصادية في قصر بعبدا مؤشر اقتصادي كبير لدعم المجتمع الدولي للبنان، وبناء عليه ستتابع هذه المسيرة عبر توسيع حلقة طاولة الحوار لتشمل كل القطاعات المطلوبة والمؤثرة لاسيما الاقتصادية والمصرفية والمالية، وهذا ما ستبرز معالمه في المرحلة القادمة.

ويبقى أن طاولة الحوار الاقتصادي في قصر بعبدا من شأنها أيضاً إضفاء أجواء إيجابية على المسار السياسي بعد التصعيد الأخير وإن كان هناك جبهة تصعيدية سياسية جديدة فُتحت بين معراب وبعبدا، ولكن الشأن الاقتصادي وفي معزل عن الخلافات السياسية إنما هو موضع إجماع من قبل الكثيرين، وما مشاركة رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع في هذه الطاولة إلا تأكيد على إجماع سائر القوى السياسية على إنقاذ البلد لأن السفينة إذا غرقت ستغرق بالجميع، ومن هذا المنطلق قد تحصل اتصالات قريبة للتهدئة على خط معراب وبعبدا لأن هناك أكثر من إطفائي جاهز لهذه المهمة ولاسيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحتى الرئيس سعد الحريري وإن كان هناك خلاف سياسي في هذه المرحلة بين بيت الوسط والقوات اللبنانية إنما الأجواء الراهنة والدقيقة اقتصادياً والحروب المشتعلة في المنطقة فذلك من شأنه أن يسهم في التهدئة على المسار الداخلي مهما بلغت التباينات السياسية بين جميع الأفرقاء اللبنانيين.

لذا، ثمة أجواء ومعلومات عن إحداث صدمة إيجابية بعد خلاف معراب وبعبدا وأيضاً بين القوات والتيار الوطني الحر، فمن غير المستبعد أن يكون هناك دور للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وربما عقد لقاء مسيحي موسع في بكركي للم الشمل والتهدئة أو انعقاد اللجنة المكلفة بالتشاور الدائم والتي تضم غالبية الأحزاب والقيادات المسيحية، وهذا أيضاً قد يظهر في وقت غير بعيد خوفاً من ارتفاع وتيرة التصعيد السياسي وعودة الأمور إلى الوراء وهذا الأمر يقلق بكركي، وعلى هذا الأساس قد تتحرك في وقت قريب.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *