المركزية- لم يمرّ توصيف زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن بـ “الناجحة والايجابية”، مرور الكرام، بل دفع البعض، “لغاية في نفس يعقوب” الى السؤال عن “ثمن سياسي” دفعه الحريري مقابل المساعدة الاميركية التي ظهرت معالمها مع الكلام عن اعطاء وكالة “ستاندر أند بورز” فترة سماح لمدّة ستة أشهر قبل خفضها تصنيفه من درجة (B-) إلى (CCC+).
ورغم ان الترجمة العملية لنتائج الزيارة لم تتبلور بشكل واضح حتى الان، برزت “الفرضيات الاعلامية”، عن التزام الحريري مقايضة مقابل مجموعة بنود يلتزم بها لبنان تتعلّق بـ “اعادة احياء 14 اذار، ومشاركة الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري مهمة المفاوضات لترسيم الحدود مع اسرائيل” وغيرها. فكيف يردّ “تيار المستقبل” على هذه الفرضيات؟
مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمار حوري، اعتبر أن “السؤال عن ثمن سياسي مقابل الدعم الاميركي، يضخّ غبارا بلا فائدة، وهو نوع من التشكيك ويضر بمصلحة لبنان”، لافتا الى أن “الحريري خلال زيارته فتح آفاقاً واكد استمرار الدعم الاميركي للحكومة والجيش اللبناني، وتاليا التشكيك بنتائج الزيارة مضر بالمصلحة الوطنية عموما”.
وقال: “ليس الموضوع اجتهاد صحافي”، سائلا: “هل نجاح الحريري بتخفيف الضغط على لبنان وتحسين صورته تهمة توجه اليه او يشكر عليها؟ وهل هي نقطة سلبية تتضمن فائدة شخصية للحريري ام وطنية”؟
واضاف: “هذا الاسلوب المتكرر يساهم باعطاء صورة سلبية عن لبنان ويضعف الموقف اللبناني”.
وردا على الكلام حول مجموعة بنود التزم بها الحريري مقابل المساعدة الاميركية، قال: “لا وجود لاي التزام سري قام به الحريري”، مضيفا: “النتائج الوحيدة للزيارة هي المعلنة وما قاله الحريري في العلن هو نفسه ما قاله في السرّ”.
وعن فترة الستة اشهر التي ستمنحها وكالة التصنيف واستفادة لبنان منها، قال: “علينا الانتظار، فكل الكلام يأتي في اطار التوقعات ولم يصدر عن الوكالة اي تصريح رسمي حول ذلك”، لافتا الى ان “أكثر من جهة ستشارك بوضع التصنيف الائتماني للبنان”.
وتابع: “لبنان واقف على الخط الاحمر، ولم نتجاوزه في التصنيف الائتماني، هذا مؤشر جيّد لكن ذلك لا يعني أننا لا نحتاج الى تضافر الجهود وتحقيق استقرار سياسي ومعالجة الملفات الاصلاحية بسرعة، اضافة الى تنفيذ التزامات لبنان في “سيدر” والموازنة. واضاف: “هناك ورشة عمل سياسي الجميع مسؤولون عنها.
والسؤال بحد ذاته تشكيك يخدم “اجندة غير لبنانية” ومحاولة للتخريب الداخلي”.