Loading

wait a moment

No data available!

إلى نواب الأمّة!! المتوجهين إلى دار الفتوى.

كتب أحمد سهيل زكريا .

هذا دأب السياسة في لبنان الطائفي للأسف، عندما يصبح السياسيون في مأزق، يبحثون عن كل ما له علاقة ب ” الله” يحيطون مآزقهم بهالة القداسة و كأنهم ينادون ” يا غيرة الدين” و عندما تصل فرقة منهم إلى غايتها تنسى الله و عباد الله، و الدين و الطائفة و يصبح التركيز على الجيوب و المصالح و الملذات.

فعند اجتماعكم بصاحب السّماحة.
و أنتم تبحثون في اعادة الهيبة و النفود لدور السُنة في لبنان، و تسعون جاهدين لتثبيت السنية السياسية من دار الفتوى.

لا تنسوا أن خلفكم منطقة تعاني الكثير من الحرمان و الإهمال.
لا يفوتكم أن المناطق التي تعتبر الركيزة الأساسية التي تؤمن القوة الشعبية لمقام رئاسة الحكومة و من خلفه السنية السياسية في لبنان، هذه المناطق أكثر المناطق فقراً و عوزاً و تهميشاً في لبنان.

لو أن حماسكم الطائفي يترجم على الأرض في النصوص و النفوس، في السعي للإستحصال بالحق على الحق في الإنماء المتوازن لتأخذ هذه المناطق حقها على غرار باقي المناطق.

الدستور واضح لكن نحن من سقطت هيبتنا، لأننا انبطحنا و تنزلنا بل و عندما تمكنت الزعامات السنية و حكمت، تركت طرابلس و عكار في أخر سلم الإهتمامات، ففشلنا في السياسة و ذهب ريحنا.

يا نوابنا الكرام كونوا تذكروا دائما.

أن من أهلِكم من لا يستطيع تأمين قوت يومه ولقمة عياله.

فكما تعلمون، لا كهرباء في مناطق شعبكم، فقد ضاقوا ذرعًا من تكبّد تكاليف مادّة المازوت لتأمين تشغيل غطّاسات المياه، هذا لمن كان يملك مولّدًا، وأمّا من لا يملك، فقد وصل إلى جحيم التّصحّر جرّاء انقطاع الماء

اِجتمعوا وتشاوروا كما شئتم، فطرقات مناطقكم لا غبار عليها، جورًا من ظلم المتعهّدين، وأنتم لا تحرّكون ساكنًا

النفايات قد امتلأت في الحاويات،  والشّوارع قد امتلأت  و البلديات  عاجزًة عن تكاليف الرفع و الكنس و ما يترتب على ذلك من أزمات صحية و بيئية.

أنّى لكم الاِجتماع وأنتم لا تسعَون لتأمين أدنى متطلبات شعبكم، ولا تعملون على إيصال الحقّ لأهله،  فها هم الموقوفون الإسلاميّون يعانون الأمرّين نتيجة ظلمكم لهم وتخلّيكم عن دوركم بالمطالبة بإخلاء سبيلهم، والوقوف على زعاماتكم المشؤومة قبل ظلم شركائكم في الوطن لهم….

حبّذا لو تناقشوا أمور لقمة العيال والأطفال، وطرق تأمين الحليب والأدوية والطّبابه وأبسط حقوق الشّعب المهدورة في هذا البلد
ناقشوها باجتماعكم الميمون ولو بشكل عابر، لعلّ ضمائركم الميّتة تحيا ولو لمرّة واحدة

أيقنوا أنّه في حال لن تصل لأهلكم جميع حقوقهم ومتطلّباتهم ليكونوا أعزّةً في بلدهم كسائر شركائهم في وطنهم الظّالم، لن تصلوا إلى هدفكم المنشود، ولن تعلوَ كلمتُكم ولن تقوّوا سلطانكم

نصيحة لكم: لا تكبّدوا أنفسكم عناء التّنقّل إلى منطقة الاِجتماع، فأنتم تصرفون وقودًا أهاليكم أحقّ بها.

ألا فلتعلموا أنّ مناطقكم تفتقد إلى أدنى مقوّمات البُنى التّحتيّة، بل إلى أدنى المقوّمات الحياتيّة كالكهرباء والطّبابة والرّعاية الصّحّيّة، والّتي باتت حلمًا لدى فئة كبيرة من الشّعب، وأمنية صعبة المنال لدى شريحة كبيرة من النّاس الّذين قد فقدوا الأمل ويئسوا من الواقع المُعاش

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *