اعتبر منسق الاعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى “أن الرئيس سعد الحريري قدم للبنانيين في خطابه في ذكرى 14 شباط مكاشفة ومصارحة حول عرقلة تشكيل الحكومة، ووضع حداً للتضليل الاعلامي، وعرى بالحقائق التي كشفها النفس الطائفي الذي يحاول “التيار الوطني الحر” وفريق رئيس الجمهورية جر البلد إليه، والتلطي خلفه للتعمية على وقوفهم خلف التعطيل”.
وإذ رأى أن “ما نشهده اليوم من تعطيل هو انقلاب على المبادرة الفرنسية”، استغرب في حوار مع الاعلامية أمل الحاضر فضول، ضمن برنامج “السياسة اليوم”، عبر قناة الـ”nbn”، “كيف يدعي “التيار الوطني الحر” أنه قدم ما لم يقدمه أحد لتسهيل التأليف، فإذا كان تسهيل التأليف بتعطيله بـالإصرار على “الثلث المعطل” فكيف بكون التعطيل عندهم؟”، متوقفاً عند “تعطيل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرفض، كما كل الأطراف، إعطاء باسيل الثلث المعطل”.
وسأل موسى :”هل حقوق المسيحيين تتحقق بالثلث المعطل لحزب منهم هو “التيار الوطني الحر”؟! وما الغاية من الثلث المعطل سوى التعطيل، كما تم تعطيل مؤتمر “سيدر”، وتفخيخ الحكومة واسقاطها كما حصل في السابق من الرابية؟!”.
وقال :”لماذا يصر “التيار الوطني الحر” على خطابه الطائفي، في حين أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا يتكلم بهذا الخطاب من موقعه كضمانة للمسيحيين؟ هل هناك أكثر من البطريرك الراعي من هو حريص على حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية؟”.
وأضاف :” البطريرك الراعي يعلم علم اليقين، أن الرئيس سعد الحريري الذي زاره ووضعه في كل مسار التأليف ، ليس من يعتدي على صلاحيات رئيس الجمهورية ولا على حقوق المسيحيين، وليس من يتعاطى الشأن العام من منطلقات طائفية أو مذهبية، بحسب افتراءات “التيار الوطني الحر”، ولو كان هذا الأمر صحيحاً، لا اعتقد أن البطريرك الراعي سيقف على الحياد اذا كان هناك اعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية او على حقوق المسيحيين من أي كان”.
وكشف موسى عن “اللائحة التي عرضها الحريري مع عون في بدايات النقاش قبل ٤ اشهر ، عندما قيل ان الحريري لم يقدم لرئيس الجمهورية الا اسماء مسيحيين، وفيه اسماء سنة جرى النقاش فيهم ايضاً واسم ارمني يفترض ان يكون في خانة رئيس الجمهورية، ووزارتي الداخلية والدفاع ايضاً وضعتا في حينه في خانة الرئيس، والرئيس عون لم يمشِ بذلك ، فجرى تعديل اللائحة في الجولات الثانية، وادخل اسم آخر من لائحة الرئيس عون لوزارة التربية وأيضاً لم يمشِ الحال، مع العلم أنه في تلك الفترة كان الرئيس الحريري يتجه للمطالبة بتوزيع حقائب الدفاع والداخلية والخارجية على الارمن والكاثوليك والدروز، ولم يمشِ الرئيس عون ومعه جبران باسيل بذلك، وطلبوا ابقاء الداخلية للموارنة والدفاع للروم واعطاء الارمن الصناعة”.
ورداً على سؤال عن أن باسيل سيرد على الحريري الأحد المقبل، قال :”الرئيس الحريري يشكل الحكومة مع رئيس الجمهورية وليس مع جبران باسيل، ولا ننتظر رد باسيل، بل ننتظر رد من رئيس الجمهورية، والمشكلة هنا، أن الجميع يرفض تكرار التجربة الماضية، وان يتم التعاطي مع رئيسين. فالواقعة تواجه بالواقعة والحقيقة بحقيقة، ولا تواجه بحملة ردود خالية من اي مضمون سياسي تضج بنعرات طائفية ومذهبية بدأ بها مستشار القصر سليم جريصاتي ببيانه الذي يضجّ بالطائفية والمذهبية بهذا المكان واستكملوها نواب التيار الوطني الحر”.
وأشار إلى أن “ما يسعى إليه الرئيس سعد الحريري في جولاته الخارجية هو استعادة ثقة العرب والعالم بلبنان، وفك عزلته، وحشد الدعم للحكومة متى تألفت، ففرصة الانقاذ التي تؤمنها المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة، والأبواب ما زالت مفتوحة من أجل تشكيل حكومة مهمة”.
ولفت إلى أن “برنامج العمل للحكومة المنوي تأليفها هو المبادرة الفرنسية والاصلاحات التي اتفق عليها، لا يمكننا ان نقوم بشيء من دون تشكيل الحكومة”.