رأى الكاتب والمحلل السياسي براء هرموش أنَّ “تكليف الدكتور مصطفى أديب شكّل ارتياحًا على الساحة الداخلية والساحتين العربية والدولية، لأنه رجل تكنوقراط وشخصية مميزة تحظى بالغطاء السنّي المطلوب”.
أضاف: “لقد واجه الرئيس المكلّف ما واجه من عراقيل لأنه ثمة فريق سياسي يصرّ على ربط مصير لبنان باللعبة الإقليمية وجعله ورقة في التفاوض بين إيران والولايات المتحدة، لتحقيق مصالح إيران في المنطقة على حساب لبنان ومصالحه. وخلال لقاء مع موقع “أنا والخبر” وصف هرموش المبادرة الفرنسية ب “الأمل الوحيد المتبقّي للبنان واللبنايين بعد تخلّي الجميع عن لبنان بسبب سياسة حزب الله المعادية للعرب والعالم. فالرئيس ماكرون جاء إلى لبنان بنية إنقاذية، ولكنه جوبه برعونة سياسية ومصالح شخصية فتعرّض للخديعة من الطبقة السياسية الحاكمة وهناك خيانة حصلت للمبادرة الفرنسية من قِبل الثنائي الشيعي، بعد أن قطعوا الوعد للرئيس ماكرون بالموافقة على تسهيل تشكيل حكومة مهمة في اجتماع قصر الصنوبر”.
وأسف هرموش للأوضاع التي وصل إليها البلد مشددًا على أن “كلمة السر بتسهيل الحل الداخلي لم تأت بعد. ثمة كلمة سر من إيران بالعرقلة فقط بانتظار أجواء الإنتخابات الأميركية وما ستسفر عنه. وإذ اعتبر أن نصرالله في إطلالته أمس حاول الظهور بمظهر المغلوب على أمره والمغبون في اللعبة السياسية كلها، إلا أن الجميع يعرف أن حزب الله هو من يتحكم بكل تفاصيل البلد. ولو قرر الحزب تسهيل مهمة أديب والمبادرة الفرنسية لفعل. يقول نصرالله أننا نريد أن نكون شركاء في القرار ولسنا من يتحمل مسؤولية التعطيل !. بكل وضوح حزب الله لا يمارس اللعبة الديمقراطية في الحقيقة، بل يستقوي بسلاحه على المكونات اللبنانية جميعها ويحاول تطبيق شروط وأعراف للحصول على مكاسب داخلية.
ورأى أن الرئيس سعد الحريري حُمّل في الكثير من المحطات أكثر مما يتحمل، وهو كان في هذه المحطات يلعب دور رجل الدولة الذي يريد أن يربح لبنان حتى لو كان هذا على حسابه الشخصي والجماهيري. وعن مبادرة الرئيس سعد الحريري بإعطاء وزارة المالية للشيعة ولمرة واحدة فقط اعتبر هرموش أنها “كانت خطوة جيدة في الإتجاه الصحيح، لأنه عرّى الثنائي الشيعي في السياسة وحشره في الزاوية وجاءت المبادرة بالتنسيق مع الفرنسيين واستطاع الحريري أن يوضح للمجتمع الدولي ما كان يعانيه هو شخصيًا مع هذا الفريق السياسي من تعنت وتصلب وفي رفض الحلول.. نعد الرئيس سعد الحريري ردّ في المكان والزمان المناسبين”.
وتابع هرموش “أنا بتصوري أن الرئيس الحريري قد وصل إلى حالة من القرف من هذه الطبقة السياسية التي لا تريد الخير للبنان ولا للبنانيين”، وردًا على سؤال عن رأيه في عودة الحريري إلى الحكومة قال:”نؤيد عودة الحريري ولكن بشكل واضح وضمن شروطه التي بات يعرفها الجميع وأهمها تخلّي البعض عن ارتباطهم الخارجي والتخلّي عن فرض الشروط والإستقواء الداخلي لأن الوضع الإقتصادي ومعاناة الناس أكبر من كل هذا التلاعب السياسي الذي ليس في وقته ولا في مكانه. لا شك أن لعودة الحريري أهمية قصوى لانطلاقة البلد من جديد”.
وأوضح أننا الآن في الهاوية السياسية ومن الضروري الذهاب نحو ربط نزاع وتحييد لبنان الذي نادى به البطريرك الراعي حتى لا يبقى صندوق بريد للدول ولأن واقع اللبنانيين مرير وأليم ولا يمكننا أن نستمر بهذه الطريقة. ورأى أن طرح الرئيس ميقاتي الأخير جدير بالاهتمام ويمكن البناء عليه، بوجود تقاطع بين وزراء اختصاصيين وسياسيين برئاسة الرئيس الحريري.
وعن علاقة بيتهم السياسي بالرئيس سعد الحريري قال هرموش “أنا والوالد الأستاذ أسعد هرموش تربطنا بالرئيس سعد الحريري علاقة ممتازة وهي مستمرة من زمن الشهيد رفيق الحريري، حيث كانت علاقة الوالد به ممتازة في جميع المراحل. وعلاقتنا مع الرئيس سعد الحريري لا تشبه علاقة كثيرين ممن استفادوا وانتفعوا منه وتركوه في أصعب اللحظات. نحن معه عن صدق بعيدًا عن كل المنافع، وهدفنا وهدفه تعزيز وضع وواقع الطائفة السنية في المعادلة الوطنية. نحن إلى جانبه ونعتبره قائد المسيرة وكل ما يطلب منا من أدوار في المرحلة المقبلة إلى جانب الرئيس الحريري جاهزون لتأديتها”.
من جهة أخرى وعلى مقلب جائحة “كورونا” اعتبر هرموش أن هذه الجائحة “أربكت أهم الدول في العالم، فكيف لا تريد بلد مثل لبنان فيه ما فيه من المشاكل. وعن الوضع الصحي في الضنية في ظل الجائحة قال هرموش “نحن في الضنية نحاول استكمال النقص الطبي وتأمين المساعدات في أكثر من إطار. ندعو جميع المواطنين وأهلنا في الضنية وفي كل المناطق اللبنانية، إلى أن اتخاذ قرار جريء، بتأجيل كل المناسبات الإجتماعية حتى إشعار آخر، لتخفيف حجم الإصابات وتطويق هذا الوباء”.
وإذ قدّم التعازي والمواساة لدولة الكويت الشقيق حكومة وشعبًا بوفاة أمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ختم حديثه بالقول:” لبنان الجميل بحاجة إلى رجالات يقدّمون مصلحته ومصلحة شعبه على ما عداها. كلي أمل بالشباب اللبناني المثقف والواعي بأن يأخذ دوره لتغيير الواقع نحو الأفضل.. حمى الله لبنان واللبنايين”.