هيثم زعيتر | اللواء |
يُدرك الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنّ “لبنان مُستهدف، وهناك دول خارجية (باتت معلومة)، تعمل وتغذّي النعرات والعنف بهدف الفتنة، ونحن لا نُريد أنْ يكون لبنان ضحية سياسات غربية، أو “صندوق بريد” أو ساحة تحقيق مآرب إقليمية ودولية”.
ويُؤكد في حديث للكاتب هيثم زعيتر في صحيفة “اللواء” على أهمية الحوار، والتوافق السلمي “وأنْ يعود الأفرقاء اللبنانيون إلى الحوار لأنّه الأساس”، مُشدّداً على أنّ “الفتنة مُتعدّدة، وهي أنْ يندلع الدم، وعندما يندلع الدم لا تستطيع أنْ تُسيطر على أحد، عند ذلك يتحقّق المُخطّط المطلوب من تدمير البلد، فعندما كان في الماضي يسيل الدم، كانت هناك صفقات تُعقد، ومنها على حساب فلسطين”.
ويُجدّد “دعم كُلَّ حراكٍ سلمي مطلبي ديمقراطي، ودعم الثورة التي نادى بها كمال جنبلاط”، لكن يُحذّر من “مخاطر مُحاولات البعض حرف ثورة 17 تشرين عن حقيقتها، بتغيير شعاراتها الجميلة، التي ستبقى جميلة، إلى تحرّكات عنفية مُختلفة ترفع شعارات تنبش الأحقاد”.
انطلاقاً من حرص الزعيم الوطني على الحوار على صعيد لبنان، وتنظيم الخلاف مع مُختلف الأفرقاء: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “التيار الوطني الحر”، “حزب الله”، يُركّز على أهمية تنظيم الخلاف السياسي داخل “البيت الداخلي الدرزي”، حيث سارع إلى المُشاركة في اللقاء، الذي عُقِدَ يوم الجمعة في 9 آب 2019، في القصر الجمهوري برعاية الرئيس عون، وحضور رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، بعد أسابيع من حادثة البساتين – قبر شمون، التي وقعت يوم الأحد في 30 حزيران 2019، خلال استعداد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لاستقبال وزير الخارجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في منزله، قبل إلغائها.
وتمَّ تحديد (اليوم) الإثنين موعداً ليرعى الرئيس بري لقاء المصالحة، بين جنبلاط وأرسلان في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. ويشدّد جنبلاط دائماً على أنّ “الرئيس بري من ضمانات الوحدة الوطنية، ومن القلائل الذين لديهم الخبرة في الموضوع السياسي اللبناني، وكانت هناك مسيرة نضالية طويلة تعمّدت بالدماء بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإخراجه من بيروت من المُقاومين، بعد غزوه واحتلال العاصمة في العام 1982، كذلك إسقاط اتفاق 17 أيار 1983، والذي تحقق في 6 شباط 1984”.
ويدعو جنبلاط في سياق آخر الشعب اللبناني إلى “ضرورة أنْ نُغيّر كل المفهوم، وأنْ نعود إلى كيف كان يعيش الأجداد”، مشيراً الى أن “لبنان القديم انتهى، لبنان الاقتصاد القديم والترف القديم انتهى، ونتّجه إلى مزيد من المشاكل”.
وأضاف:” علينا عدم المُراهنة على الذين يُريدون تمزيق الوطن اللبناني وأنْ تكون الأولوية اليوم للإصلاح السياسي، والاهتمام بالمعيشة، وتغيير النظام الاقتصادي من خلال الضرائب التصاعدية. لكن لا تلهيكم شعارات ثانية، كالقرار 1559 وغيره. هذا هو الفخّ الأكبر المنصوب لنا”.