كتب مصطفى علوش في صحيفة “الجمهورية”:
«وتمضي المواكب بالقادمين من كل لون وكل مجال فمن عصر مينا إلى عصر عمرو ومن عصر عمرو لعصر جمال وكل تساءل في لهفة أين؟ ومن وكيف إذن؟ أمعجزة ما لها أنبياء؟ أدورة أرض بغير فضاء؟» كامل الشناوي
منذ بضعة أيام مررت في وسط بيروت إلى جانب ضريح رفيق الحريري، أبطأت قليلاً لأنزل، لكنني لاحظت العوائق الموضوعة، فأكملت طريقي ولم أتمكن من كتم دمعة نزلت على ذكرى ذاك الذي احترق في حياته، واحترق في مماته، وما زالت روحه تحترق حزناً على هذا البلد الذي ظنّ أنّه بعناده وصبره، كان قادراً على الولوج به وبشعبه إلى برّ الأمان، في منطقة ما زالت الأعاصير تضرب بها. ففي مثل هذه الأيام في رمضان، كنا نجتمع حوله على موائد الإفطار، لنسمع منه خطابات الأمل والتفاؤل والتشجيع على المزيد من الجهد والعمل، لأنّ «البلد ماشي والشغل ماشي والحكي ماشي…». كانت أيام مفعمة بالتفاؤل، وكان كثيرون منا يظنّ أنّ صمام الأمان هو رفيق الحريري، فوجوده كان الضمانة بأنّه كان سيجترح حلاً ما لكل شيء.
سقى الله تلك الأيام، فذاك الرجل لم يكن يحمل عقدة دونية بالرغم من تاريخه الخاص، وما حماه من ذلك هو قناعته بأنّ الحقد على الظروف الشخصية يعمي القلب ويمنع الإنسان من الإنجاز