ترجمة: جاد شاهين | 21 تشرين الأول 2019
نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية مقالاً أعدّه مايكل يونغ وهو محرّر مدوّنة “ديوان” التابعة لمركز كارنيغي للشرق الأوسط رأى فيه أنّ وزير الخارجية جبران باسيل يريد الرئاسة بأي ثمن، حتى لو أدّى ذلك إلى أن يدفع لبنان ثمنًا باهظًا.
ولفت الكاتب إلى أنّ باسيل ينفتح على رئيس النظام السوري بشار الأسد ومستعدّ للتسوية على حساب سيادة لبنان بهدف الوصول إلى السلطة، وكان لافتًا موقفه في الجامعة العربية الذي اعتبر فيه أنّ الوقت قد حان لعودة سوريا إلى الجامعة، ما يُظهر تطوّر العلاقات بين التيار الوطني الحر ودمشق. كما اعتبر يونغ أنّه لم يكن من قبيل الصدفة أن يختار باسيل تاريخ 13 تشرين الأول الذي يُصادف مع التاريخ الذي طردت القوات السورية الرئيس ميشال عون من لبنان من أجل إعلان عرضه للسوريين، إذ أراد الإشارة إلى أنه يواصل دعمه لإقامة علاقات ودية مع نظام الأسد.
وتابع يونغ أنّ جزءًا كبيرًا من حسابات باسيل يرتبط بطموحاته الرئاسية، لا سيما وأنّه يُدرك أنّ أحد منافسيه الرئيسيين أي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لا يزال هو الإسم المفضل لدى السوريين، بسبب علاقاته الشخصية والوثيقة مع آل الأسد، ولهذا السبب يسعى باسيل إلى تأمين الدعم السوري لانتخابه، ولتحقيق هذا الهدف يحتاج إلى تقديم أمر هام للسوريين مثل الدعم الديبلوماسي اللبناني.
وفي التفاصيل، قال الكاتب إنّ باسيل أعلن نيته زيارة دمشق من أجل إعادة النازحين السوريين الموجودين الآن في لبنان، وعلى الرغم من الأصوات المعارضة لزيارته، فباسيل يعتبر أنّ قاعدته المسيحية المارونية سترحب بأي خطوة تساعدت في إعادة النازحين. وفي منطقة الشرق الأوسط ذات الأغلبية السنية، ينفتح باسيل الذي يهدف إلى تراكم السلطة، على فكرة تحالف الأقليات، بحسب الكاتب الذي أضاف أنّ باسيل لا يبالي بالمعاناة الكبيرة التي سببها نظام الأسد المتورط في مذابح.
ورأى الكاتب أنّ المفارقة هي أنّ نظام حافظ الأسد كان المسؤول الأكبر عن تقويض السلطة المارونية في لبنان خلال الحرب الأهلية التي امتدّت من 1975 إلى 1990، ولهذا فما يقال عن أي نوع من تضامن بين القيادة السورية والمسيحيين هو أمر غريب، فلطالما كان الموارنة يمثلون أبرز أعداء سوريا، كما أنّ كان يجسّد هذا العداء.
واعتبر الكاتب أنّ تقارب باسيل من نظام الأسد يتناقض فعليًا مع المبدأ الرئيسي الذي ينادي به التيار العوني والمتمثّل بالحفاظ على سيادة لبنان، فمن خلال دعوة باسيل الأخيرة للأسد، فإنّه يبقي على العادة القديمة المتمثلة في السماح لصانعي القرار الرئيسيين على الصعيدين الإقليمي أو الدولي بإملاء إسم الذي سيصبح رئيسًا للبنان.
وختم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنّ باسيل يفعل ما بوسعه لكي يصبح رئيسًا ولو كلّف هدفه لبنان ثمنًا