أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه يعود إلى بيروت ولبنان كله مدعوم من دولة الإمارات، وليس سعد الحريري، لأن الإمارات تريد للبنان أن يكون معافى وأن يعيش اللبنانيون بشكل جيد، كاشفا أن هناك وعدا من الإماراتيين باستثمارات ومساعدات مالية للبنان، والعمل جار لحصولها.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة مع الصحافيين أجراها قبيل مغادرته العاصمة الإماراتية عائدا إلى بيروت، حيث التقى ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وترأس الوفد اللبناني إلى المؤتمر الاستثماري اللبناني الإماراتي.
ولفت الرئيس الحريري إلى أن العمل لا يزال جاريا مع الدولة الإماراتية من أجل دخولها في استثمارات في لبنان، وقال: “عقدنا اليوم اجتماعات مع الجانب الإماراتي من أجل تسريع موضوع الاستثمار في لبنان، كما شرحنا لهم ما نخطط القيام به خلال الأعوام القليلة المقبلة من إصلاحات وأمور أخرى لها علاقة بالموازنة والكهرباء وغيرها، كما نبحث في كيفية مساعدتهم لنا ماليا في هذه المواضيع. في النهاية، الجو إيجابي جدا في هذا الاتجاه، ونحن من جهتنا علينا أن نقوم ببعض الأمور من أجل تشجيعهم على القدوم إلى لبنان والاستثمار فيه. وقريبا إن شاء الله سنسمع أخبارا جيدة في ما يخص الاستثمار ودعم لبنان واقتصاده”.
وأضاف: “إننا نجري عملية التفاوض، ولذلك أدعو لأن نبقى في الجو الإيجابي، خاصة وأن الخطوة الأصعب بالنسبة إلى الإماراتيين كانت رفع حظر سفر رعاياهم إلى لبنان، وقد تمت. ورفع الحظر هذا جاء مترافقا مع المؤتمر الاستثماري الذي نقوم به، وبالتالي عقدنا هذا المؤتمر، ثم أتى رفع الحظر، والآن نتفاوض معهم بشأن الاستثمارات التي يرغبون في الاستثمار بها في مختلف القطاعات، إلى جانب استثمارات مالية في بعض المصارف أو في البنك المركزي”.
وتابع: “علينا اليوم أن نتابع النتائج الإيجابية لهذه الزيارة، وكل الإمكانيات متاحة، ويجب أن نركز على ما هو أفضل استثمار يمكن للإمارات أن تستثمر في لبنان. وقد تشكلت خلية متابعة بيننا وبين الإماراتيين لمتابعة كل ما تم الحديث عنه في المؤتمر وفي لقائي مع ولي العهد أبو ظبي”.
وردا على سؤال، لفت الرئيس الحريري إلى أن الدعم الإماراتي للبنان اليوم أكبر منه في أي وقت سابق، وقال: “مشكلتنا كانت في السابق أننا حين كنا نذهب إلى دولة ما كنا نطلب منها المساعدة، لكن مقاربتي اليوم هي أنه صحيح أننا بحاجة إلى مساعدة هذه الدول، لكن هذه الأخيرة يمكنها أن تجني أموالا من هذه المساعدة. فعلى سبيل المثال، الإمارات تعتبر أن الاستثمار في الطاقة المتجددة هو أحد أهم الاستثمارات لديهم، ونحن لدينا حوالي الألف ميغاواط التي نريد أن ننجزها على أساس الطاقة المتجددة، إن كان بالهواء أو بالشمس، وبالتالي هذا المجال يمكن أن يكون أحد الاستثمارات الإماراتية في لبنان”.
وردا على سؤال آخر، أشار الرئيس الحريري إلى أن دولة الإمارات مهتمة جدا كذلك بالاستثمار في مجال النفط والغاز، لكن علينا نحن كلبنانيين أن نحدد توقعاتنا بواقعية من هذا القطاع، فلا نبالغ في هذه التوقعات، وأن ننشئ الصندوق السيادي ونتخذ كل الإجراءات اللازمة. إنه أمر إيجابي للغاية بالنسبة للبنان، لكن يجب ألا نتوقع أنه سيكون وحده الخلاص للبلد. علينا الكثير من الأمور التي يجب أن نقوم بها، وأولها إصلاح النظام لدينا لكي ننفق على قدر احتياجاتنا دون إسراف.
وشدد الرئيس الحريري على أن لبنان اليوم بحاجة إلى وضع أسس جديدة لاقتصاده، تبدأ بخلق فرص عمل والحد من الإنفاق ودمج المؤسسات التي لا عمل لها لكي نخفض من التكاليف. فلكي نحرك الاقتصاد اللبناني، يجب أن نستثمر بـ”سيدر”، وهناك خطة “ماكينزي” التي تؤمن لنا اقتصادا مستداما.
أما بشأن الزيارة التي ينوي القيام بها إلى المملكة العربية السعودية وتحديد موعد لها، فقال الرئيس الحريري: “هناك 18 اتفاقية بيننا وبين المملكة تم إنجازها، ولا تزال هناك اتفاقيتان يتم العمل عليهما، وأنا سأزور المملكة حين تكون كل الاتفاقيات جاهزة