فيما يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون بيروت اليوم، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة لبنان الأربعاء المقبل، والتي سيركز فيها على ما قالته مصادر الرئاسة الأولى لـ”السياسة”، على “ضرورة تحصين لبنان من أزمات المنطقة، ومساعدته على حل معضلة النازحين، وتوفير الدعم الدولي له في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية”، توازياً مع اتصالات رسمية لبنانية حثيثة مع واشنطن لتأمين تأشيرة لوزير الصحة جميل جبق، القريب من حزب الله، بعدما تم رفض طلبه للحصول عليها، أجمعت المواقف الداخلية على أهمية نتائج الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لناحية تجديد باريس دعمها مؤتمر “سيدر” ومساعدة لبنان على التعافي الاقتصادي، في مقابل اشتراطها على انجاز الاصلاحات التي تعهدت بها الحكومة اللبنانية للدول المانحة.
وأشارت أوساط وزارية قريبة من الحريري لصحيفة “السياسة” الكويتية، إلى أن “اجتماعات باريس كانت ناجحة بكل المقاييس، حيث لمس الرئيس الحريري استعداداً فرنسياً للاستمرار في دعم لبنان، وفق بنود سيدر، وهو ما سمعه رئيس الحكومة من الرئيس ماكرون، باعتبار أن باريس ما زالت تأخذ على عاتقها الدفع بقوة لترجمة مقرارات سيدر، والقيام بما يلزم للوقوف إلى جانب لبنان، ودعم حكومة الرئيس الحريري، لتتمكن من مواجهة الاستحقاقات التي تنتظرها”.
لكن في المقابل، فإن مصدراً ديبلوماسياً عربياً في بيروت، قال لـ”السياسة” إنه “وعلى رغم استعداد فرنسا لمساعدة لبنان، إلا الدول المانحة لن تبادر إلى تنفيذ وعودها بالمساعدة، إذا لم يقم لبنان بتنفيذ تعهداته لهذه الدول التي لم ترَ لغاية الآن جدية لبنانية في تنفيذ برنامج إصلاحي شفاف، ووقف الهدر والفساد في مؤسسات الدولة، وبالتالي فإن هناك عملاً كبيراً يجب أن يقوم به لبنان على هذا الصعيد”.
ومن مقر إقامته في العاصمة الفرنسية،أجرى الرئيس الحريري، اتصالا بوزير المال السعودي محمد الجدعان، تم خلاله التداول في التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة اللبنانية – السعودية. وتمت مناقشة جدول الأعمال الذي يتضمن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المنوي توقيعها بين لبنان والسعودية، والسبل الآيلة لدعم الاقتصاد اللبناني ومشاركة القطاع الخاص السعودي في المشاريع المندرجة ضمن مؤتمر سيدر.
المصدر : السياسة
