مع تصاعد التعقيدات في مسار هذه الازمة السياسية-القضائية، سُجِّل تطور لافت أخرجها من اطارها المحلي بعد اصدار السفارة الأميركية في بيروت بياناً بشأنها وسط تخوف أميركي من تطور تداعياتها إلى حد يجعلها مهددة لاستقرار لبنان وأمنه.
واعتبرت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية ان «من الجيد أن تهتم السفارات بسلامة العمل القضائي وعدم اقحام السياسة فيه»، مشيرة الى أن «من المهم الا تقحم السفارات نفسها في ما لا يعنيها».
وأفاد مصدر سياسي القبس ان بيان السفارة الأميركية غير مألوف في سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع حدث أمني أو سياسي محلي، وهنا تكمن أهميته، معتبراً أن واشنطن ما كانت لتدخل على خط الأزمة اللبنانية لولا ان التأزم السياسي بلغ مرحلة متقدمة من الخطورة.
ودعا المصدر المسؤولين اللبنانيين الى قراءة متأنية لمضمون البيان الذي صدر في وقت كان الجميع يعتقد ان لبنان لم يعد حاضراً في دوائر القرار في واشنطن المنهمكة راهنا في قضايا كبرى تبدأ بتأمين مضيق هرمز، ولا تنتهي بأزمتها مع كوريا الشمالية.
ويلفت المصدر الى تحذير السفارة الأميركية من «أي محاولة لاستغلال الحادث بهدف تعزيز أهداف سياسية»، وهو بمنزلة رسالة لمن يعنيهم الامر، بأن وليد جنبلاط غير متروك دوليا، وان المس بالتركيبة اللبنانية القائمة دونه مخاطر. ويكشف المصدر ان معلومات متقاطعة من دوائر أوروبية تشي بصدور بيان أوروبي مماثل لبيان السفارة الأميركية مرجحا ان يمهد ذلك لعقوبات أميركية قد تطول مسؤولين في التيار الوطني الحر.