Loading

wait a moment

No data available!

قوى 14 آذار أن تعيد رص صفوفها

أعادت حادثة قبرشمون رسم خريطة التحالفات السياسية على الساحة اللبنانية حيث بات الإنقسام واضحاً بين محوري جنبلاط – أرسلان، وذلك على خلفية مطالبة الأخير بإحالة الحادثة الى المجلس العدلي، بإعتبارها تشكل تهديدا للسلم الأهلي وتنطوي على محاولة لإغتيال وزير في الحكومة، بينما يرفض زعيم الإشتراكي هذه الرواية، معتبراً أن ما يحصل محاولة إقليمية عبر جهات محلية لتحجيمه وعزله سياسياً.

أمام هذا المشهد أعاد حلفاء جنبلاط المنضوين سابقاً في تحالف قوى 14 آذار رص صفوفهم معلنين دعمهم لرئيس الإشتراكي في مواجهة الحملة التي يتعرض لها، مقابل وقوف حزب الله الذي يعتبر الحجر الأساس في فريق 8 آذار ومعه معظم مكونات فريقه السياسي الى جانب النائب طلال ارسلان.

بناء عليه يمكن القول أن زمن الإصطفاف القديم بين فريقي 8 و 14 آذار عاد ليتبلور بطريقة أو بأخرى، لتدخل البلاد مجدداً في زمن الكباش السياسي والفراغ الحكومي الذي لا يزال قائما منذ وقوع حادثة قبرشمون في 30 حزيران الفائت، فهل عاد زمن المحاور السياسية، وهل تستطيع قوى 14 آذار أن تعيد رص صفوفها وإن لم يكون بالحجم والشكل الذي كلنت عليه في العام 2005، في وقت تتهم بعض مكونات هذا الفريق بأنها ضحت بتحالف 14 آذار على حساب مصالحها السياسية الخاصة؟

في هذا السياق يشير منسّق الأمانة العامة لقوى” 14 آذار” د. فارس سعيد في حديث لـ”الكلمة أونلاين” أنه “لا توجد أي خطوات عملية لإعادة تكوين 14 آذار سياسي، إنما ما حصل مؤخرا بالغ الأهمية بحيث ان القوى السياسية المكونة لـ14 آذار عادت بعد 7 ايار 2008 الى مربعاتها الطائفية، حيث ذهب وليد جنبلاط الى تفاهم مع طلال أرسلان تحت عنوان ضمانة الدروز، وفي عام 2015 ذهب سمير جعجع الى تفاهم مع ميشال عون تحت شعار ضمانة المسيحيين، واليوم الجميع يكتشف أن لا ضمانة لأي شخصية من خلال وحدة كل طائفة، انما الضمانة الوحيدة هي تحالف الوطنيين من كل الطوائف وتكوين تيار وطني جامع”.

وإذ ينفي سعيد وجود خطة او هندسة لإعادة جمع فريق 14 آذار، يعتبر أن ما حصل مؤخراً يشكل خطوة جديدة يقتنع فيها من يتشابهون بالنضال السياسي، بأن لا ضمانة لأي جماعة بمعزل عن الجماعة الاخرى، وبالتالي الكل يتلمس اعادة بناء كتلة وطنية تاريخية تأخذ على عاتقها إحترام الدستور وتنفيذ اتفاق الطائف، وحماية العيش المشترك وإستقلال لبنان”.
وحول إعتبار البعض أن “تحالف 14 آذار” يشكل حاجة آنية للبعض حيث تتم العودة اليه عندما يشعر هؤلاء بالخطر، يشير سعيد الى أن “السياسة خاضعة لتقلبات وظروف مختلفة، وفي عام 2005 لم نكن نتصور حجم الوحدة الداخلية التي تمت والتي حصلت بعد جهد يومي تم العمل على بلورته بعد استشهاد الرئيس الحريري، وبدل ان يعتبر البعض آنذاك أن هذا الأمر يخص طائفة دون أخرى، كانت هذه الوحدة الوطنية واعتباره بمثابة تأسيس لوحدة لبنان”.

ويرى سعيد أن “الجميع حالياً على قناعة بأن لا ضمانة للدروز من خلال وحدة الطائفة ولا ضمانة للمسيحيين من خلال وحدة الطائفة، وكذلك الامر بالنسبة للسنة والشيعة، إنما ضمانة الجميع من خلال وحدة اللبنانيين وهذه فلسفة 14 آذار”.

وحول الكلام عن التشابه بين المرحلة الراهنة مع مشهد شباط 2005 يشير سعيد “أننا الآن أقرب الى لحظة اعلان مجلس المطارنة في أيلول من العام 2000، ولكن لم نصل الى خواتيمها، معتبراً ان حزب الله سعى الى اختراق الطوائف من خلال العمل على تغليب وحدة الطوائف على حساب وحدة لبنان”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *