“الشهرة حلوة ومتعبة والسينما حبها الكبير، أما البطولة فهي مسئولية كبيرة”.. تلك كانت بعضا من آراء الفنانة المصرية، مديحة كامل، التي يحتفل محرك البحث العالمي، “غوغل”، اليوم السبت بذكرى ميلادها، والتي كانت من أبرز نجمات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وقام “غوغل” بتغيير شعارة الشهير، واستبداله بصورة مرسومة لمديحة كامل، احتفالا بذكرى ميلادها الـ71.
من عروض الأزياء إلى “وحش الشاشة”
ولدت مديحة كامل في الثالث من شهر أغسطس/آب عام 1948، وبدأت مشوارها الفني بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما أنها عملت في عروض الأزياء، وقدمت خلال مسيرتها الفنية عددا من الأدوار الثانوية، التي قدمت من خلالها نمط الفتاة الشقية والرومانسية، وهو ما أهلها لتنال أول بطولة لها مع “وحش الشاشة” فريد شوقي، في فيلمه “30 يوم في السجن”، وتطلق من خلاله جملتها الشهيرة “شنب النجعاوي”.
أفضل أدوارها على الإطلاق
كشفت مديحة كامل خلال لقاء إذاعي مع إيناس جوهر، أن شخصية “عبلة” التى جسدتها فى فيلم “الصعود إلى الهاوية”، من إنتاج عام 1978، وهو عن قصة حقيقية من إخراج كمال الشيخ، أفضل أدوراها على الإطلاق، إذ جسدت فيه دور فتاة مصرية تقرر العمل جاسوسة لصالح الموساد الإسرائيلي، حتى تم إلقاء القبض عليها من جانب ضابط المخابرات المصرية محمود ياسين، والذي كان نقطة انطلاقها إلى عالم النجومية.
اعتزال مفاجئ
قررت مديحة كامل أثناء تصويرها لفيلم “بوابة إبليس”، في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، من بطولة محمود حميدة، عدم استكمال تصويره، وقررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب، والاعتكاف عن الظهور الإعلامي.
ونفت ميرهام الريس، الابنة الوحيدة لمديحة كامل ما ردده الكثيرون بأنها كانت السبب وراء حجاب والدتها واعتزالها، أو أنها ارتدت الحجاب قبلها، قائلة بحسب تقارير: “هذا الكلام خاطئ تماما، فأمى ارتدت الحجاب قبلي، وطلبت مني أن أرتديه بعدها، ولكنني قلت لها في البداية “أنتِ حرة فى شخصيتك وحياتك واختياراتك وأنا لى حياتي واختياراتي”.
وتابعت: “لم أكن أفهم قرارها المفاجئ وشعرت بالدهشة الشديدة، وظلت والدتى تدعو الله أن يهدينى لارتداء الحجاب، وبالفعل تحققت دعوتها وبعد شهرين من حجابها ارتديت أنا أيضا الحجاب وأحببته”.
وعن السبب الحقيقي وراء اعتزالها، كشفت ابنة مديحة كامل: “أثناء انشغال والدتي بتصوير فيلم “بوابة إبليس” ومسرحية “حلو الكلام” مع الفنان سعيد صالح، أصيبت جدتي، وهي أم والدتي، بنزيف فى المخ وغيبوبة بسبب ارتفاع الضغط بدون سابق إنذار أو مرض، وتم احتجازها فى المركز الطبى بسموحة”.
وأردفت: “قررت والدتي ترك كل انشغالاتها الفنية، وجلست بجوار والدتها، وأصيبت بصدمة شديدة وهي تلاحظ التغيرات التى طرأت على جدتي بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا تحولت وانكمشت وتغير شكلها وابيض شعرها خلال يومين، وصعقت أمي بسبب هذا، واترعبت من ربنا وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفي لحظة قررت أن تعتزل وتعيش في معية الله في هدوء، دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر في أي برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك في عام 1991”.
وتشير الابنة إلى أن مديحة كامل لم ترضخ لأى محاولات لاستكمال مشاهدها في فيلم “بوابة إبليس”، فلجأ المنتج للقضاء، حتى تدخلت نقابة السينمائيين لحل الموضوع، واستعان المنتج بدوبليرة لاستكمال المشاهد المتبقية، كما أن الفنان سعيد صالح لم يعطها باقي أجرها عن المسرحية، لأنها تركت العرض بشكل مفاجئ.
وأكدت ميرهام الريس أنه لم يكن هناك أى مقدمات لقرار والدتها بارتداء الحجاب أو الاعتزال، ولم تكن تحضر دروسا دينية قبل هذا القرار، ولكنها كانت تحرص دائما وفي سن مبكر على الانتظام في الصلاة: “ماما كانت مواظبة على الصلاة تحت أي بند وأي ظرف، حتى لو بتصور مشاهد بالمايوه أو على البحر، فكانت تستأذن وتدخل الكابينة لتؤدي الصلاة دون أن تتاجر بعبادتها، وعودتني من طفولتي على الصلاة وأحيانا كانت تضربنى إذا قصرت أو أهملت”.
وصيتها
أوصت مديحة كامل قبل موتها “بألا يلمس جسدها أحد غير المحرمين عليها”، وأن يقرأ في عزائها الدكتور عمر عبد الكافي، وقالت في حديث لها أنها تؤمن بأن أفضل الدعاء “طلب العفو والعافية”، كما قال النبي محمد لزوجته السيدة عائشة.
وذكرت صديقتها في فيديو نادر، بأنها تحدثت إلى كل من تعرفه من صديقاتها قبل صلاة الفجر قبيل وفاتها في مكالمة جماعية وكانت سعيدة ومتحمسة للغاية، وأوصت صديقتها بعدم ترك صلاة الفجر ولتذهب لتستعد جيدًا للصيام، قائلة: “أوعي ماتصليش الفجر يا منى”، بحسب بوابة “أخبار اليوم”.
رحيل هادئ
توفيت الفنانة مديحة كامل في منزلها في 13 يناير/كانون الثاني 1997، يوم 4 رمضان بعد صلاة الفجر، إذ خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي، بعد معاناة من ضعف عضلة القلب وهشاشة الشرايين والأوردة.