Loading

wait a moment

No data available!

لبنان يا وطني

بقلم – خديجة مصطفى

هي بلاد ليست كأي بلادٍ في الدنيا، تدخل شغاف القلب وتسكن السويداء، لم يزرها أي كائن، إلّا وتعلق بها. كانت في زمنٍ من الأزمان، قبلة المصطافين والأدباء والمفكرين والباحثين عن الهدوء والسكينة، والتمتع بطبيعتها المتنوعة الخلّابة الآسرة.

كان لبنان هو لبنان حجر الزاوية الذي لا يختلف عليه اثنان، ولا نعي أي اختلاف بين طوائفه وتشعّب مرجعياته وتقسيماته السياسية، لا يعرف إلا أنه شعب طيّب مضياف يعشق الحياة، ويصنع الفرح بكل أشكاله، يملك الثقافة والوعي والمعرفة بل هو صانع لها، لذا للبنان محبة خاصة في قلب كل من زاره..

مع النزاع الطائفي الذي ولّد حرباً طائفية ضروساً، سميت «الحرب الأهلية اللبنانية» وكانت متعددة الوجوه والأوجه واستمرت من 1975 وحتى 1990 وأسفرت عن 120 ألف قتيل وما يزيد على 76 ألف مشرّد داخل لبنان، ومليون نازح إلى دول الجوار، غير الذين هاجروا إلى بلدان العالم، بحثاً عن الأمن والأمان.

حاول لبنان بشعبه العظيم بمختلف طوائفه، أن يستعيد وطنه ويعيد ألقه ويستعيد قواه ومكانته سياحياً واقتصادياً واجتماعياً وأدبياً وفكرياً، لكن ما تسرّب إلى لبناته من جروح غائرة، فرّقت أكثر مما جمعت، جعلت كل «حزبٍ بما لديهم فرحون»، كلٌ يشدّ لمصلحته بعيداً من مصلحة لبنان ونمائه، تعافى قليلاً، واستعاد شيئاً يسيراً من ابتسامته الرائقة إلا أن يد إسرائيل لم تستسغ استعادته لعافيته، فكان اجتياح 2006 الذي أعاد البلاد للوراء مرة أخرى، ثم حاول مراراً أن ينهض إلا أن الجراح كانت غائرة ودامية أكثر مما نعرف، لم تترك مساحة لوطن يتّسع للجميع، ويحيا بالجميع وينهض بالجميع ويقوى بالجميع، وليس بحساب أحدٍ على أحد. وطن يشكل ويتشكل من لحمة واحدة وقوة واحدة ونهضة واحدة تنصهر حباً في وطنها لبنان، تبحث عن مصلحته أولاً وأخيراً، وطن يملك قراره.. يملك إرادته ومصيره
وجاءت 2024، بكا طياتها، لا رئيس يحكم لبنان، حرب مع إسرائيل لا يعرف مصيرها، أحزاب مختلفة فيما بينها، أزمة إقتصادية كبيرة حيث أصبح الدولار 89500 ليرة لبنانية
ولكن كما نهضنا سابقا، سننهض من جديد، إننا شعب يحب الحياة و يعرف كيف ينفض التراب ويكمل.

نعم تعبنا ولا نريد لأولادنا أن يتعبوا مثلنا!!
مبتدئة

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *