بقلم الأستاذ نذير الرفاعي
بعد صدور رسم التسجيل المدرسي للمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة والذي بلغ ٥٠ دولارا” للطالب ، شعر الأهالي باستياء كبير نتيجة هذا المرسوم الذي لا يرأف بهم ، فالأوضاع الإقتصادية الصعبة من غلاء أسعار وبطالة متفشية ورواتب متدنية لا تسمح بتغطية تسجيل حتى فردا واحدا” من أفراد العائلة .
إن الطبقة الأكثر فقرا” هي من تلامس عواقب هكذا قرار ، حيث يشجع هذا الأخير على التسرب المدرسي خصوصا” في المرحلة الإبتدائية التي تعتبر من الركائز والقواعد العلمية في سبيل التأسيس والتكوين والتطوير الفكري والذهني .
ستزداد نسب التسرب المدرسي حيث يعمد الأهالي على إرسال أبنائهم إلى سوق العمل لمساعدتهم في زيادة المدخول المادي من جهة ، وتعلم مهنة او صنعة ما من جهة ثانية .
وتكمن الخطورة عند انخراط البراعم ، أي الشبان المبتدئين في العمر ، في سوق العمل بهذه المرحلة العمرية ، يجعلهم أكثر عرضة للإنحراف بكل أنواعه ومجالاته ، بل إن الدخول في هذا النفق المظلم ، والترعرع فيه ، لا ينتج من داخله إلا الشواذ والسلوك الرذيل السيء ، ليخرج بتفلت فكري جسدي يزيد المجتمع ضررا” وخرابا”، ويعيق التطور والإنماء الإجتماعي .
فلا بد من وضع استراتيجية جديدة بعيدة المدى وليست آنية فقط ، لأن التدهور الإجتماعي الحالي لا يحتمل المزيد من التفكك والإنهيار ، بل يتطلب أقلها المحافظة على ما هو عليه والتثبيت ، ثم الدعم والمتابعة لترميم القاعدة الإجتماعية .
ك