Loading

wait a moment

No data available!

النجاح تغير في السلوك

بقلم الأستاذ نزير الرفاعي
 
بعد صدور نتائج الإمتحانات الرسمية لكافة المراحل التعليمية ، والتي تكللت بنجاح نسبته ٩٨ بالمئة على مستوى لبنان ، والفرحة التي حصدها الطلاب والأهالي لقاء هذه النتيجة بعد الجد والكدح اللذان بذلوهما أثناء عامهم الدراسي ، ثمة ثغرة يقع فيها الطلاب بعد تخرجهم وتدرجهم في تخصصاتهم ثم استلام  مناصبهم .
فما هي هذه الثغرة ؟ وكيف تؤثر على صاحبها سلبيا” ؟ وبالتالي يستبدل هذا بفشل ونفور إجتماعي !
إن تفسيري للنجاح الحقيقي بعد الإنتقال من مرحلة تعليمية إلى أعلا ، هو التغير الفكري وزيادة الوعي والإنفتاح تدريجيا” لبدء تحليل المعطيات الميدانية بكل مجالاتها بطريقة عقلانية ثاقبة تميز من خلالها الخير من الشر والغموض من الإنكشاف ثم الإستنارة والوضوح .
كل ذلك لا بد أن يظهر في سلوك الطالب ، حيث يبتعد في كل مرحلة عن عادة سلبية ويعوضها بسلوك أكثر استقامة ، فيبتعد عن الأذى اللفظي والحركي ، والأهم من ذلك أن لا يجعل هذا النجاح مصدر غرور وتكبر له،  ما يفقده قاعدته الإجتماعية حيث يؤدي ذلك إلى نفور إجتماعي من حوله، وبالتالي تحول النعمة إلى نقمة !
نعم ، النجاح هو التغير في السلوك ، هو التواضع والتكامل الإجتماعي لنسج بيئة مترابطة متينة ، يكون فيها القادة والقدوة من جهة ، وقاصد العلم الطموح المتأثر بالقادة الحكيمة من جهة أخرى .
إن النجاح الحقيقي هو نجاح المجتمع بأسره ، وليس بفرد من أفراده والتفرد بغروره وسلوكه الرجعي .
 ومن هذا الواقع ، نطالب وزير التربية والتعليم العالي ، بمفهوم التربية التي قدمت على التعليم ، أن تخصص حصص توجيهية وإرشادية للطلاب بالإضافة إلى الورش التدريبية التي تهدف إلى تقويم السلوك وتكييفه وتصويبه ، للخروح من هذه الثغرة التي طغت على مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة ، والتي لا تدل إلا على جهل مستر بمنصب.
فهل يتحقق ذلك !؟


مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *