يتجه الطرابلسيون في الخامس عشر من ايار للادلاء بأصواتهم وإختيار ممثليهم في المجلس النيابي، حيث يعتبر البعض ان هذه الانتخابات هي الأهم في تاريخ لبنان بعد ثورة 17 تشرين بشكل عام وعروسة الثورة طرابلس بشكل خاص.
يعاني الطرابلسيون دائماً من المرشحين عن المقعد الماروني حيث تتجه اغلب الاحزاب الى اختيار شخصيات لا حيثية لها من خارج طرابلس لتمثلهم في البرلمان، وهذا ما حصل عام 2005 و 2009 ، بالاضافة الى ذلك انهم يغيبون كلياً عن طرابلس خلال فترة نيابتهم، فطرابلس مدينة العلم والعلماء تبحث دائماً عن الماروني المعتدل، والمنفتح على مسلميها والذي يشاركها في مخاوفها وهواجسها وشؤونها وشجونها، نائب يمثل بالفعل نبض المدينة ويكون من صلب نسيجها الاجتماعي والوطني والانساني ولم ينجح في ذلك سوى النائب الراحل جان عبيد الذي مثلها ( اربع مرات ) في دورات 1992 و1996 و2000 و2018 ، عبيد الذي كان على مسيحيته المؤمنة أقرب الى طرابلس وأهلها، وكان نائباً لكل اللبنانيين على تناقضاتهم واختلافاتهم الطائفية.
برصانة واتزان يسير “سليمان جان عبيد” على خطى والده في التعامل مع اهالي طرابلس وعائلاتها، ومجالسه مفتوحة لكل أبناء المدينة أيّاً كانت انتماءاتهم، يحاور الجميع بثقافة عميقة الجذور وبمحبة غامرة للجميع، هو لا يفتعل الاعتدال والانفتاح، فطبيعته مفطورة على ذلك، ويقول اغلب من التقاه وجالسه “كأن جان عبيد بيننا” بإعتداله وحكمته ولياقته وثقافته وافكاره الوطنية العابرة للمناطق والطوائف وبتواضعه وإنسانيته وبإندفاعه الكبير على خوض المعركة الانتخابية للمحافظة على مسيرة والده.
يسير سليمان جان عبيد بخطى ثابتة الى جانب مكونات المجتمع الطرابلسي الذي يعلم أن جان عبيد خلال 50 عاما من العمل السياسي لم ينغمس في فساد، ولم يحمل دما، ولم ينصب حاجزا، ولم يقتل أحد، ولم يهدد مكون سياسي أو طائفي، حيث كان مثالاً لرجل الدولة صاحب الكف النظيف، وسليمان الذي يخوض معركة الحفاظ على المقعد الماروني لطرابلس يسير على النهج ذاته، ويلمس وفاء الطرابلسين الذين يريدون نائبا يشبههم يدافع عنهم وينفذ مطالبهم، وليس نائبا يسعى حزبه الى زيادة عدد نوابه على حساب أبناء طرابلس.. فهل يعي الطرابلسيون خطورة ما يُحضر لمدينتهم.