لم يعد خافيا على احد نوايا سمير جعجع بالدخول الى الساحة السنية شعبيًا ونيابيًا، وذلك عبر توسيع علاقاته بالسعودية والإيحاء لهم أن بإستطاعته قيادة الجمهور السنّي لـ 14 آذار بطريقة مختلفة عن الحريري وتعطي نتيجة أفضل في مواجهة حزب الله ( مقابل دعمه مالياً واعطائه مكتسابات خدماتية يدخل من خلالها الى الشارع السني الذي يرفضه كونه قاتل رئيس حكومة عامل هو الرئيس الشهيد رشيد كرامي).
استكمل جعجع مخططه بغدر الرئيس سعد الحريري وخيانته في المملكة السعودية وكتابة التقارير عنه والانقلاب عليه علنًا حكوميًا وسياسيًا، حيث بدأ بضخ الأموال في الشارع السني وشراء ذمم بعض الكوادر، لكن ذلك لم يسمح له برفع صورة في طرابلس، كونه قاتل لرئيس حكومة وغادر لرئيس حكومة آخر.
في الانتخابات، يستغل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وعدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية عبر تشكيل لوائح مع شخصيات سنية على خلاف مع الحريري أو استدراج شخصيات أخرى من بيئة المستقبل وإستدراج البعض منها ماليًا للدخول في لوائحه وهذا ما حصل في دائرتي الشمال الأولى والثانية، فهو يخوض المعركة في عكار من خلال “خالد الضاهر”و “طلال المرعبي” وفي طرابلس من خلال “أشرف ريفي” لدعم مرشحه إيلي خوري”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا قدّمت القوات اللبنانية لطرابلس لكي تطلب ثقة الطرابلسيين؟، وهل يمكن أن ينسى الطرابلسيون دم رشيد كرامي والغدر الذي لحق بسعد الحريري.
وهل الآن تذكرت القوات طرابلس المحرومة من أبسط مقومات العيش، فيما كانت في السابق ترقص على ألحان صراخ أطفالها ونسائها وشيوخها جوعًا؟
تقول مصادر طرابلسية: كفانا ظلمًا وحِرمانًا و تهميشًا، قولوا كلمتكم نهار الأحد بصدق وشفافية، صوّتوا واختاروا أشخاصًا قادرين على نقل وجعكم إلى البرلمان وتغيير حالكم إلى الأفضل، انتخبوا من يُفضلون مصلحتكم ومصلحة طرابلس على مصالحهم الشخصية، لا تسمحوا للقوات اللبنانية باختراق شارعكم السنّي لأنّ للسنّة مَن هم أهل لها، باستطاعتكم اختيار مرشحين جدد معروفون بنزاهتهم وأيديهم غير مُلطخة بدماء الأبرياء، اختاروا أشخاصًا مسيحيين يمثلون طرابلس معتدلين لا متطرفين أو طائفيين كي لا تكون طرابلس مكسر عصا لأحد لأن ما قبل الإنتخابات ليس كما بعدها والوعود الإنتخابية التي نسمعها اليوم ستتلاشى وتختفي كما اختفت من قبل.
الكُرةَ اليوم في ملعب الطرابلسيين، وعليهم أن يسدّدوا أهدافكم بتأنٍّ وإتقان، وأن لا يسمحوا للغرباء أن يدخلوا بينكم، وأن يتوحّدوا ويرصوّا صفوفهم، ويصوّتوا لمن يستحق، وأن ينفِّذوا وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن “المُؤمن لا يُلدغُ من جحرٍ مرّتين”.