كتب عضو الامانة العامة في تيار المستقبل محمود القيسي : في إحدى كتاباته الشعرية.. كتب شاعر “الواقعية الوسخة”، الواقعية بإمتياز.. صاحب عبقرية الحشود، ومأساة العشب، وصوت الحيوانات البشرية، والفئران، وبساطة كل شيء في فيتنام، وقنبلة ذرية..
شاعر التهكمية المفرطة بكل واقعية.. الشاعر والأديب الأمريكي “تشارلز بوكوفسكي”، والذي نعته الأعلام الأمريكي “الرسمي” بذيل الآدب الأمريكي:
” المنطقة التي تفصل الدماغ عن الروح
تتآثر بالتجربة بشتى الطرق
بعضهم يفقد عقله ويصبح روحاً:
المجنون
بعضهم يفقد روحه ويصبح عقلاً:
المثقف
بعضهم يفقد الاثنين معاً:
المقبول اجتماعياً “
الفرق بين رسالة الغفران ورسالة ميشال عون كما الفرق بين دخول الجنة أو دخول النار.. رسالة شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء ابو العلاء المعري تأخذنا في نهاية المطاف إلى جنة الفردوس الاعلى في حين رسالة الرئيس عون تاخذ البلاد والعباد إلى الدرك الاسفل من جهنم الحروب الطائفية والمذهبية والعبثية وبئسا المصير.. تأخذنا إلى بئسا المصير، وحروب الاهل والخلان. تأخذنا الى جهنم عهد الجنرال و “الشاويش” جبران. رسالة الغفران للمعري طبّقت الأفاق شهرة حتّى قيل إنّها كانت مورداً لأعمال عظيمة لاحقة على رأسها الكوميديا الإلهيّة لدانتي. ويبدو أنّ دانتي اليغييري أسماها الكوميديا بمعنى السّخرية، وهي السّخرية من سخافة النّظرة التّعصبيّة المغلقة التّي كانت تسود عقائد العصور الوسطى.
في حين تندرج رسالة فخامة الرئيس النائم في خانة “الخرف” السياسي والخرق الدستوري، والنظرة التعصبية المغلقة التي تسود لبنان في هذه الايام والذهاب إلى مرحلة جهنمية اخرى في تاريخ عهد النوم العوني، والنوم بين قبور الحروب العبثية والتراجيدية، أو حروب “الكوميديا” اللبنانية الدموية.. الكوميديا السوداء.
نحن امام عهد يعمل بالوكالة، وكالة صهر العهد باسيليوس الإسخريوطي. باسيليوس الذي يعمل على بطاريات الشحن الطائفي والمذهبي وكل أنواع الشحن والبطاريات الحزبية الفارغة والشحن السلبية.. نحن امام عهد ” المسخ ” – مسخ كافكا، او بطل روايته الذي يتحول إلى مجرد حشرة.
يخرج “كافكا” عن سياق الواقعي في روايته “المسخ” عندما يتحول جريجور المسكين بطل الرواية في سريره إلى حشرة هائلة الحجم تقضي على مستقبله.
هذا الحدث غير الواقعي، وغير محتمل الوقوع أصبح في لبنان حقيقة واقعية عندما تحول مسخ العهد “بيبو العجيب” في سريره الى “حشرة” ضئيلة تحاول ان تقضي على ما تبقى من تاريخ وحاضر ومستقبل البلد.. مستقبل ما تبقى من وطن أسمه لبنان!!!
ابو خالد