Loading

wait a moment

No data available!

أحمد الحريري: حكومة دّمى .. والعهد انتهى

أكّد الأمين العام لتيّار المُستقبل أحمد الحريري في حوار حصري مع موقع «الهديل» أنّ قرار تأجيل المؤتمر العام للتيار تمّ اتخاذه بناءً على نصيحة “أطبّاء المُستقبل” تفاديًا للتجمعات والتزامًا بالوقاية من فيروس كورونا، وأنّه لا أسباب غير ذلك على الإطلاق، مؤكّدًا أنّ قيادة التيار ستتخذ قريبًا القرار بكيفية عقد المؤتمر الذي ينصّ النّظام الدّاخلي للتيار على إجرائه كلّ 4 سنوات، حيث كان المؤتمر الأوّل حصل عام 2007 وكان مؤتمرًا تأسيسيًا، والثاني عام 2010 بعد الإنتخابات النيابية، والثالث تأجّل سنتين وأجري عام 2016 بسبب الظّروف التي كان يمرّ بها لبنان ولتواجد الرّئيس سعد الحريري خارج لبنان، حيث سيجرى المؤتمرالعام للتيار خلال العام الجاري 2020 كما ينص النظام الداخلي، مشيرًا إلى أنّ المؤتمر سيكون وطنيًا لتأكيد الثوابت.

وقال الحريري لـ«الهديل» إنّ لجمهور تيار المُستقبل إعتذارًا على ما عُرِفَ بـ”التسوية الرئاسية” حيث إنّ كثيرًا من جمهور التيار لم يكن مقتنعًا بها، كما أنّ من اقتنع بها منهم كان على مضض، مؤكّدًا أنّ الجمهور كان على “حق”، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الظروف التي كانت قائمة عند إجراء التسوية كانت مبنية على مؤشّرات خوف من الإنهيار الذي وصل إليه لبنان اليوم، لأنّ بوادر هذا الإنهيار كانت واضحة في ظلّ الفراغ الرئاسي الذي استمرّ لعامين، وسأل أحمد الحريري: هل الدّولار في السوق السّوداء اليوم وكذلك سعر المصارف كان أفضل في 2016؟ أم أنّ استغلال الفرصة كي نحاول عدم الوصول إلى ما وصل إليه لبنان كان أفضل؟ الرئيس الحريري وتيار المُستقبل عملوا طيلة هذه الفترة على المحافظة على سعر صرف الدّولار وتجنّب الإنهيار الإقتصادي إلا أنّ أطرافًا أخرى كان لها اتجاهات وخيارات كارثية للبنان. وأضاف الحريري أنّ الرّئيس سعد الحريري لا يُمكن أن يخرج عن الإجماع الماروني الذي انعقد على العماد ميشال عون بعد اتفاق معراب، والذي انعقد بين أكبر حزبين مسيحيين لهما تاريخ من الصّراع في الحرب الأهلية، حيث كان هناك بعض من الآمال على أن تهدأ الأمور بينهما، إلا أنّ هذا لم يحصل، وذلك لأنّ “العقلية العونية” تطالب دائمًا بأمور إضافية و”زيادة”.

واعتبر أمين عام تيار المُستقبل أنّ لبنان اليوم أمام محطّة جديدة، تحتاج إلى تروٍّ وهدوء وحفاظ على السّلم الأهلي، حيث إنّ الخشية من إنزلاق البلاد في أي لحظة إلى مكان يصعب على الجميع العودة منه، حيث أعرب عن خشيته من أنّ انحلال الدّولة الذي يحصل هو توطئة لنزاع أهلي يأخذ البلاد إلى شريعة الغاب.

وأكّد أحمد الحريري لـ«الهديل» أنّ “العهد” بالنسبة لتيار المستقبل انتهى منذ اللحظة التي انسحب فيها التيار من التسوية، وهذا واقع كونه متعلّق بـ«حبال الهواء» ويعيش على «أبر المورفين»، نافيًا بشكل قاطع أي كلام عن إعادة إحياء التسوية عبر ربط عودة الرئيس الحريري بالنائب جبران باسيل،مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ “الرئيس الحريري لا يُقارن مع جبران باسيل أبدًا”

وأضاف: “الرئيس الحريري منذ عام 2013 حتى لحظة إستقالة الحكومة عام 2019، منع طيلة الأعوام السّتة أن يكون لبنان ضمن ما يُعرَف بـ«الهلال الإيراني»، ولكن بعد استقالة الحكومة أُخِذ لبنان لهذا «الهلال» ضمن الصّراع الأميركي- الإيراني المفتوح، والذي لا نعلم متى يصل إلى نتيجة أو حل، حيث إنّنا تعودنا أن نراقب صراع الدّول الكبرى دون أن ننخرط بها”. وسأل الحريري: “هل ما يحصل من تفجيرات في إيران سيتبعه ردّ خصوصًا أنّ الولايات المتحدة أعلنت عن مسؤوليتها هي وإسرائيل عنها عبر تسريبات صحافية غير مباشرة؟ أم هو لمصلحة حسن روحاني ليذهب مرتاحًا للمفاوضات؟ حيث إنّ الرّد الإيراني منذ لحظة اغتيال قاسم سليماني كان هزيلًا وشبه غائب.. وأكّد أنّ ما يُخشى منه في هذه الحالة هو استخدام الأمن لتقريب وجهات النّظر على طاولة المفاوضات

وسأل أحمد الحريري: “هل سُحبَ التأييد الكنسي من إتفاق «مار مخايل»؟”، وأضاف، أنّ ما فعله حزب الله باتفاق مار مخايل هو درسٌ بالسياسة للخروج من العزلة، وهنا لا بدّ من الإعتراف بهذه الخطوة، حيث إنّ الإتفاق جعل حزب الله يُقدّم نفسه على أنّه حامٍ للمسيحيين، وكذلك أنّ الإتفاق منحه الغطاء بعد تدخّله بسوريا، وهذا ما يُفسّر سكوت الحزب عن كثير من التجاوزات العونية، ولكن اليوم لا بدّ أن نسأل: “هل سُحبَت ورقة التوت التي كان يتغطى بها الحزب وعاد للعزلة؟” حيث إنّ كثيرًا مما يحصل يؤشّر لهذا، وخصوصًا خطاب الشّيخ عبدالأمير قبلان الذي كان ذو لهجة حادة تجاه البطريرك الراعي، وسبقه كلام المفتي الجعفري أحمد قبلان في خطبة العيد. وأكّد الحريري أنّ التيار الوطني الحر نفسه خسر كثيرًا من شعبيته في الشّارع المسيحي بعد انتفاضة 17 تشرين الأول، معبترًا أنّ لبنان يعبر بحقل ألغام عبر تغيير قواعد ثابتة منذ عام 2006 إلى اليوم ومن 2013 إلى اليوم، فهل سيتم هذا العبور بهدوء أم بتشنّج وتوتر؟ خصوصًا أنّنا رأينا بالسّابق التبانة- جبل محسن، عرسال، أحمد الأسير في صيدا، عين الحلوة، الحيّ الغربي ببيروت، خالد حبلص في المنية، والخطورة أنّ كلّ هذه الخطوات التي تمّت سابقًا هي في البيئة السّنيّة، خصوصًا أنّ المنطقة تمرّ بتوتّر سياسي…

واعتبر الحريري أنّ أخطر ما يحصل اليوم هو أخذ الصّراعات نحو الطائفية، وهنا علينا أن نُفكّر بكيفية البناء على “النّفس المدني” الذي برز مع الثورة والبناء عليه للخروج من الطائفية، ونحن لا نقول أنّه علينا الخروج منها بيوم وليلة، لكن أقلها نبني على أسس، وهذه الأسس مذكورة في اتفاق الطائف وليست جديدة علينا، حيث إنّ انتفاضة 17 تشرين نتج عنها مجموعات فكرية مهمة تحمل رؤيات اقتصادية وسياسية واجتماعية لا بدّ أن تُؤخذ بعين الإعتبار عبر محاورتها مع المجلس النيابي والقطاع الخاص وأن يكون حوارً للمستقبل، حيث إنّ كلّ حوارات لبنان تُعقد لظروف ماضية أو آنية، حيث إنّ كل ما حصل من 17 تشرين لليوم غيّر كلّ الرؤيات الإقتصادية والإجتماعية في لبنان.

وقال أمين عام تيار المستقبل لـ«الهديل» أنّ تيار المُستقبل هو زهرة معتدلة في ظلّ أجواء متطرّفة، مذكّرًا أنّه في أواخر حقبة الثمانينات ظهر وجهان على الساحة السّنية، الأوّل معتدل وعروبي هو الرئيس الشّهيد رفيق الحريري، والوجه الآخر كان متطرفًا ممثلًا بأسامة بن لادن الذي شوّه صورة الدّين الإسلامي في العالم كلّه، بينما رفيق الحريري قدّم تجربة وطنية جعلت جميع اللبنانيين يشعرون بالإنتماء لوطنهم من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز، وذلك لأنّه قدم ومعه الحلّ حيث جعل السياسة في خدمة الإقتصاد، حيث إنّ المواطن يهمّه معيشيته ووضعه الإقتصادي. ورغم أنّ الوقت حاليًا صعب للحلول، لكنّ النّاس تعودوا على أن يأتي الحلّ من عند “الحريري”..

وعن تحميل بعض الأطراف في الحكومة مسؤولية الأوضاع الإقتصادية الرّاهنة لـ”الحريرية”، سأل أحمد الحريري: كيف يصوّبون على النّهج الحريري الإقتصادي ويسعون للحصول على أموال سيدر؟ ليُفسّروا لنا… الرّئيس حسّان دياب أصبح لاجئًا سياسيًا في الضاحية الجنوبية، وهو يعلم من هدده باستقالة حكومته، حيث لمسنا تغيّر خطابه بعد كلام الأمين العام لحزب الله، حيث استخدم دياب نفس الخطاب في كلامه عن “التوجّه شرقًا” واستقبل الوفد العراقي وتكلّم عن الصين وغيرهما، فاختفى فجأة كلّ الكلام عن استقالة الحكومة، في النّهاية هو لاجئ سياسي في الضاحية وحكومته هي حكومة “ورقة النعوة”، ليس عندها “جنس” الإدراك السياسي، رغم كلّ الفرص التي كانت متاحة أمامهم، لكنّها حكومة “دمى” يتم تحريكها واللعب بها من الخارج. ولدى سؤاله عمّن قصد الرئيس الحريري بكلامه أنّ “رئاسة الحكومة «تبهدلت»، أجاب الحريري: “العقل العوني عنده هذا الموضوع هدف يسعى له دائمًا، حيث إنّ هذه العقلية هجّرت المسيحيين”

وعن موقف تيار المستقبل من طرح البطريرك الرّاعي لـ”حياد لبنان”، قال الحريري لـ«الهديل» أنّ موقف كتلة المستقبل كان واضحًا لجهة تمنّي مناقشة هذا الطّرح أكثر، حيث إنّ النّأي بالنّفس كان حزب الله من أوائل الذين طرحوه، لكن نشجّع على أن يجري حوار على هذا الطّرح، لكن لا مظلّة لهذا الحوار حاليًا كوننا نعتبر أنّ العهد انتهى، وبحال دعا البطريرك الراعي لحوار، فنحن منفتحون للنقاش على أي نقطة ومنها الحياد، والذي يحتاج لإجماع وطني لتطبيقه، وبنفس الوقت علينا أن نكون واضحين، أنّ الدستور ينصّ على أنّ لبنان عربي الهوية والانتماء، فبحال تعرّضت إحدى الدّول العربية كالمملكة العربية السعودية أو مصر لإعتداء لا يُمكننا أن نبقى على الحياد، فهذا أمرٌ ينصّ عليه الدّستور وهو من صلب انتماء لبنان، وما نعانيه اليوم هو بسبب بعدنا عن الدّستور من بعد عام 2005 عبر فرض الثلث المعطّل، وتشكيل الحكومات وانتخابات رئاسة الجمهورية وغيرها”.

وبالكلام عن الوضع الإقليمي، اعتبر أحمد الحريري أنّ إيران همّها الأول والرئيسي هو العراق، معتبرًا أنّها تواجدت في اليمن وسوريا والعراق من أجل تثبيت نفسها في العراق، سائلًا عن قيمة لبنان اليوم على أي طاولة مفاوضات وهو منهك وشبه مفلس وبحاجة للأموال؟ مؤكّدًا أن تيار المستقبل تيار مدني يسعى لبناء الدّولة لا يمكن أن يعمل في ظلّ أوضاع نزاعية في المنطقة، وأضاف أنّ هدف تيار المستقبل هو للإنجاز والعمل وليس للتنظير. وأضاف العالم في الوقت الحالي يشهد تغييرات حيث تتقدم الأحزاب اليمينية التي تُشبه جبران باسيل في دول عديدة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *