كتبت كريستيان الجميّل
ليس بالضرورة الاستماع او المدح مطوّلاً، بمَن يتحدث من دون أفعال على ارض الواقع السياسي، بل بمَن يطبّق وعوده وإن كان يعمل بصمت، فالأهم التنفيذ لا إطلاق الشعارات الفارغة من دون أي تحقيق . فاخلنائبة ديما جمالي التي تمثل مدينة الفيحاء – عروس الثورة، تنطق دائماً بروحية الاعتدال والعيش المشترك في عاصمة الشمال طرابلس، التي تحتاج الى من يعيش نبضها الحقيقي ويتماهى مع حاجات أبنائها، وهذا ما تقوم به جمالي التي حملت ملفات هامة وعاجلة للنهوض بمدينتها على المستويات كافة، فوضعت رؤية وتطلعات حملت عنوان التنمية الاجتماعية والاقتصادية على صعيد مدينتها وكل لبنان، إهتمت بالتنمية المستدامة بكل تشعباتها، من خلال محاربة الفقر والجوع، وتحسين جودة التعليم وحماية البيئة، كما قدّمت رزمة اقتراحات قوانين تصّب كلها في خانة مساعدة الناس، فكانت من أكثر النواب إنتاجاً في الندوة البرلمانية.
كما كانت أولويتها التركيز على قوانين تعطي الحقوق للمرأة اللبنانية، عبر قانون الجنسية، والدفاع عن الأم التي يحق لها إعطاء جنسيتها لأبنائها، كيف لا؟، وهي الآتية من تيار المستقبل الداعم الأكبر للمرأة والمنادي بحقوقها من قبل الرئيس سعد الحريري.
في ظل كل هذا الانتاج، تتعرّض جمالي للانتقادات، فذنب هذه السيّدة الراقية انها تقول الحقيقة كما هي، من دون مساحيق تجميلية لعباراتها، فتلاقي الانتقاد القاسي لانها تفضح المنظومة السياسية الحاكمة وفسادها، لذا يُطلق بعض السخفاء النار السياسي عليها عبر أقلام حاقدة لا مبرّر لها.
من هنا نسأل:” لماذا كل هذا الهجوم على نائبة فاعلة في عملها لمجرّد إطلاقها تغريدات تنادي بضرورة تفعيل العمل الحكومي؟، مع التأكيد بأن لا أحد يُملي عليها ماذا تقول وما تفعل، لذا إلعبوا بغير هذه المسلّة…
الى ذلك، تبدو قضية النهوض بالمرأة من اصعب ما يكون في لبنان، ليس فقط من قبل الحالات الذكورية المعقدة، بل من بعض بنات جنسها، ممَن ينتقدن من اجل الانتقاد علّهن ينلن بعض ” اللايكات ” في عالم التواصل الاجتماعي، فمن المعيب ان تتبجّح احداهن وتقوم بالقصف العشوائي على نائبة، بدل تشجيعها على السير قدماً نحو الافضل، إنتقدتها بالشخصي بدل انتقادها بالسياسة البناءة، وهي بذلك تخطت محاربة الذكورية للمرأة بأشواط، في بلد لا يعترف إلا بضعفها فيقوم بخذلها وجعلها دائماً الحلقة الاضعف… للاسف قصة الانتقاد لا تنتهي هنا، بل تتوجّه نحو كل إمرأة ناجحة عبر سهام الحقد والغيرة… ديما جمالي لا تلتفتي الى صغار القوم بل إنطلقي كما عهدناك…