Loading

wait a moment

No data available!

“قنبلة” التعيينات: الآتي أعظم!

أتت خطوة النائب جورج عدوان بتقديم اقتراح قانون معجّل مكرّر يرمي إلى تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى ضمن السياق المتوقع والطبيعي للمقاربة القواتية لملف التعيينات.

لكنّ صراخ معراب المتكرّر بشأن ضرورة اختيار أصحاب الكفاءات في الادارات والمؤسسات العامة، عبر آلية التعيينات، أو دعوة نائب الشوف خلال تقديمه الاقتراح ” الى الغاء التبعية واستتباع ادارات الدولة للسياسة والسياسيين”، لا يعني أن “المحاولة” القواتية ستجد ترجمة لها على أرض الواقع.
الخميس المقبل تُقَرّ الدفعة الاولى من التعيينات على أن تليها الدفعات الأخرى التي، برأي متابعين، متوافق سياسيًا على الغالبية العظمى منها.

وبالتالي، فإنّ طرح أي آلية اليوم ومحاولة إقرارها قد تجاوزه الزمن.

مقدِّم الاقتراح النائب جورج عدوان يقول لموقع “ليبانون ديبايت”، “قد يكون هذا الامر صحيحًا. ولكن مجرد طرحه في العلن قد يدفعهم الى أن يستحوا قليلاً!”.

خلال أيام، يتوقع أن يصوِّت مجلس الوزراء على تعيين مدير عام جديد لتلفزيون لبنان.

الخيار سيكون عونيًا خالصًا، من دون شراكة في التسمية مع أحد. حيث أنّه حتى بوجود آلية متوافق عليها لاختيار المرشحين في وظائف الفئة الاولى، فإن هذا الموقع هو خارج أي آلية وأي شراكة في التسمية كونه من المناصب التي يعود لرئاسة الجمهورية صلاحية الحسم فيها تمامًا كموقع مدير عام كازينو لبنان.
لكن “القوات”، عبر وزير الاعلام السابق ملحم الرياشي، كان لها “فتوى” أخرى. تمّ الركون الى الآلية التي أقرّت سابقًا، والمعروفة بـ”آلية محمد فنيش”، واستقبلت طلبات المرشحين، وبعضهم كان من أصحاب الخبرات والاختصاص ويشهد لهم بمستوى الكفاءة العالية.
تمّ اختيار ثلاثة أسماء وضعها الرياشي في عهدة رئيس الجمهورية فبادره الأخير بالقول:”وصلوا. يعطيك العافية”… و”هيي كانت”!

وفيما نفى وزير الاعلام جمال الجراح ما ذكرته صحيفة “الاخبار” عن اتفاق بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل على تعيين داليا داغر مديرة عامة لتلفزيون لبنان، فإن معلومات موثوقة تفيد بأن داغر، التي يدعم باسيل تعيينها في هذا الموقع ويرجّح مطلعون أن يكون الخيار وقع عليها، لم تكن من ضمن الناجحين في التصفيات الأولية لاختيار المرشحين للمنصب حين اعتمدت الالية.

فبعدما تقدّم قبل نحو عامين 138 مرشحًا لموقع مدير عام تلفزيون لبنان، اختارت اللجنة المؤلفة من الرياشي ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية آنذاك فاطمة عز الدين ورئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة الصايغ ملفات 8 مرشحين على أساس معدل 65/100 (تمّ اختيار الملفات مع حجب الاسماء).

وبعد التداول بين أعضاء اللجنة تمّ تخفيض المعدل الى 60/100 لاتاحة الفرصة أمام وصول عدد أكبر من المرشحين لاختيار واحد منهم فنجح 17 مرشحًا لم تكن داغر من ضمنهم.
يتمتع نائب الشوف جورج عدوان بمقدارٍ من الواقعية يدفعه الى الاعتراف بـ”صعوبة تغيير الواقع السائد”.

أما الاسباب الموجبة لتقديم الاقتراح فيلخّصها بالآتي:”عندما كنا نطرح ضرورة اعتماد قواعد واضحة في التعيينات بعيدًا من المحسوبيات والمحاصصة، ظنّ البعض أن الأمر مجرد موقف سياسي. لكن، نحن نعني ما نقول. المحاصصة مرفوضة، والسبيل الى ذلك آلية واضحة على أساس قواعد واضحة لا مكان فيها لشرط الولاء السياسي. عندها سنضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وعند التصويت سنرى من مع المحاصصة ومن ضدها”.

ويبدو، وفق المعطيات، أنّ أطرافًا سياسية داخل الحكومة تؤيد طرح الالية، كما انّ النائب ابراهيم الموسوي مقرّر لجنة الادارة والعدل التي يرأسها عدوان عكس بوضوح تأييدًا من “حزب الله” لاعتماد آلية للتعيينات، وهو المنحى الذي سبق لـ”حزب الله” ان كرّسه من خلال النقاشات في مجلس الوزراء.

لا أحد يتوقع أقل من صدام مباشر بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على الدفعات الجديدة من التعيينات، مع العلم أن مشكلة “التيار” ليس فقط مع “القوات” بل مع أكثر من طرف، بينهم الرئيس الحريري وموضوع “الميدل ايست” نموذجًا.

يؤكد النائب زياد أسود لموقع “ليبانون ديبايت”، أنّ “الاقتراح الذي تقدم به النائب عدوان “ما إلو طعمة، ولا يقدم ولا يؤخر، ولا يضع الاصبع على الجرح، ولا يصلح أي خلل، لا بل على العكس يشكل عرقلة إضافية للتعيينات، لأن “القوات” تعتبر أنها لم تأخذ مساحتها الكافية من التعيينات”.

ويضيف “بالمبدأ لسنا بحاجة الى اقتراح قانون من أجل وضع آلية للتعيينات، حيث أنه موجود أصلًا بالقانون. لكن اتفاق الطائف خلق مشكلة في نظام التعيينات حيث حوّل هذا الخلل الى وسيلة من وسائل وضع اليد على المراكز الاساسية العائدة للمسيحيين تحت عنوان تقاسم الحصص وتحويل شاغلي هذه المراكز الى أداة من أدوات الشغل ضمن الادارات”، معتبرًا، أنّ مشكلة “القوات” أنها لا تضع الاصبع على الجرح بشكل حقيقي، لأن لا دور لها في الخيارات المسيحية بالدرجة التي تعتبر فيها ان لها حق بالمناصفة، في وقت لا تسعى فيه الى تصحيح الخلل في التوازن الذي تراكم في السنوات الماضية، بل فقط لاظهار قوة حزبها بوجه الاخرين ضمن الطائفة المسيحية وتجاه المسلمين”.
ويرى أسود، أنّ من يتم اختيارهم “يتمتعون بالكفاءة وليس بالضرورة، أن يكونوا قوات حتى يكونوا كفوئين”.

ويعتبر، أنّ عدم تعيين مدير عام لتلفزيون لبنان “مع العلم أنه مر ثلاث اعوام تقريبًا من عمر العهد، يعود للخلاف الذي كان قائمًا حول لمن تكون اليد في التعيين”، مضيفاً، “طول عمرها لرئيس الجمهورية”، فيما الآن، أصبحت معركة “القوات” مع كرسي الرئاسة الاولى وليس مع الاليات”.

في خلفية باسيل باتت الأمور واضحة. يبدو الرجل كمن أعطى “القوات” فرصة وأضاعوها. دخول “الوسيط” روجيه ديب على خط تقريب المسافات بين باسيل وجعجع، من ضمن “باكتج” إعادة إحياء ورقة معراب سياسية ومن بينها التعيينات، لم يؤدِّ الى مكان. أما الدفع الأكبر فأتى من بعبدا “سنأتي بالنخب الى الادارات العامة”.

تقول مصادر التيار الوطني الحر، كان يمكن “أن نتفاهم مع القوات على كل شئ من ضمنها التعيينات والانتخابات والتحالفات وآلية العمل داخل الحكومة، لكن جعجع فضّل المناورة محاولاً أن يكسب في الحكومة والتعيينات وينال ما لا يستحق مقارنة بحجمه وفي الوقت نفسه يقصف علينا ويضعنا في خانة الفاسدين والمفسدين”.

وتختم “كان باسيل قد أعطى فرصة أخيرة لكن مهلة السماح لتدارك الخطأ انتهت. وكل واحد يحصّل حقو بأيدو”.

“ليبانون ديبايت”- ملاك عقيل

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *