أعلن مجلس إدارة مجموعة نيسان اليابانية لصناعة السيارات، أن المدير التنفيذي للمجموعة هيروتو سايكوا سيغادر منصبه الأسبوع المقبل وسط اتهامه بارتكاب مخالفات مالية في الوقت الذي تعاني المجموعة مشاكل بعد اعتقال وإقالة مديرها السابق كارلوس غصن.
وصرح ياسوشي كيمور رئيس مجلس الإدارة للصحافيين: “بعد مناقشات واسعة، طلب المجلس من سايكوا التخلي عن منصبه كرئيس تنفيذي للمجموعة”، مضيفاً أن رئيس العمليات الحالي ياسوشيرو ياماوشي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي بالانابة في 16 أيلول وهو موعد مغادرة سايكوا منصبه.
وذكرت وسائل الاعلام اليابانية الاثنين أنه يشتبه في أن سايكاوا أضاف مبلغ 47 مليون ين (440 ألف دولار) لمكافأته من خلال تغيير شروط المكافأة.
كما قال عضو آخر في المجلس وهو موتو ناغاي ان ما فعله سايكوا “ليس أمرا غير قانوني”، ولكن “كان يجب أن لا يحول اجزاء من مكافأته إلى مدير تنفيذي آخر”، مضيفاً “في نهاية المطاف فإن العملية التي كان يجب أن ينفذها المدير التنفيذي أوكلت لآخرين وهو ما يمثل انتهاكا للقوانين”.
وكان سايكاوا استبق الأمور واعترف علنا الأسبوع الماضي بأنه افاد في السابق من مكافأة تتجاوز المبالغ التي يحق له الحصول عليها، عبر هذه الإجراءات التحفيزية. وقد اعتذر باقتضاب “على الاضطراب الذي سببه” وأكد أنه ينوي إعادة المبالغ التي تلقاها بدون حق. وحاول سايكاوا تبرير حصوله على هذه المكافأة، بإلقاء اللوم على “النظام الذي أقيم في إدارة غصن” واستفاد منه رغما عنه، على حد تعبيره.
وكان كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة رينو ورئيس نيسان وكذلك رئيس تحالف نيسان ميتسوبيشي رينو أوقف في تشرين الثاني الماضي في اليابان ثم اتهم بقضايا مالية. وقد أفرج عنه بكفالة ويستعد حاليا لمحاكمته التي يمكن أن تبدأ الربيع المقبل، كما قال محاموه.
لكن غريغ كيلي المساعد السابق لغصن والذي اتهم أيضا في اليابان، قال أن سايكاوا تعمد تأجيل موعد تنفيذ نظام “حقوق تقييم الأسهم” في أيار 2013، مما سمح له بتضخيم مكافأته مع زيادة أسعار أسهم نيسان بنسبة عشرة بالمئة.
ويواجه سايكاوا (65 عاما) وضعا صعبا منذ أشهر. فالمساهمون في “نيسان” يطالبون برحيله بسبب ارتباطه الوثيق بغصن الذي تمتع بحمايته لفترة طويلة ويدين له بتعيينه مديرا عاما للمجموعة في 2017. وكان قد وعد في حزيران بالاستعداد لمغادرة منصبه في أسرع وقت ممكن.
ويبدو أن “نيسان” ستشهد استقالة مسؤولة أخرى، هي حسبما ذكرت وكالة الأنباء المالية بلومبرغ الجمعة، كريستيان موراي المسؤولة في المجموعة عن “احترام القواعد الأخلاقية” والتحقيقات الداخلية لأسباب لم تعرف بعد.
وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس” رفضت “نيسان” الإدلاء بأي تعليق. لكن على نيسان معالجة ملفات أخرى عاجلة. فقد عكست نتائجها المالية تراجعا كبيرا في الفصل الأول من العام وبدأت عملية إعادة هيكلة عميقة لأداتها الصناعية تشمل ألغاء 12 ألفا و500 وظيفة في العالم.
وتسعى “رينو” و”نيسان” أيضا إلى إعادة تعزيز التحالف بينهما الذي اهتز منذ إقالة كارلوس غصن الذي كان عماده.
وقال مصدر قريب من الملف: “هناك فرضيات للعمل” على تطوير المساهمات المشتركة في المجموعتين، لكن “لم يتم تفعيل” شيء بعد، مضيفاً أن “الأولوية هي للقطاع الصناعي وللتحالف”.
وتملك رينو التي يعود 15 في المئة من رأسمالها إلى الدولة الفرنسية، 43 في المئة من “نيسان”، بينما تملك المجموعة اليابانية 15 في المئة من حليفتها الفرنسية.
ويمكن أن تسمح إعادة ترتيب هذا التحالف بإحياء مشروع اندماج بين “رينو” و”فيات كريسلر” الذي أحبط في بداية حزيران بسبب تحفظات “نيسان” والدولة الفرنسية الحريصتين على إعادة بناء العلاقات مع اليابانيين أولا.
المصدر: Agencies