أنا والخبر / ايمان الكسار
بالضم إلى ثقافات أخرى و بفتح اسطول حرب عليها و بكسر القيم تحارب لغتنا لغة الضاد، لغة القرآن الكريم و التي باتت اليوم أكثر اهتماماً و انتشاراً في دول عالم الشمال حيث ينتشر الدين الإسلامي بكثرة بفضل من تعلموا هذه اللغة و إكتشفوا ما جاء بالكتاب الكريم من تكريم الإنسان و تعظيمه و نشر القيم و الإنسانية و فضلا عن الكم الكبير المتواجد به من مختلف العلوم و الأحياء، القانون ، السلوك الاجتماعي و الإرث و الذي يوضحهم بنظام عجيب، ناهيك عن الراحة النفسية التي تدون في السطور و الكلمات و الطمأنينة بمكافأة المؤمنين في الدنيا والآخرة.
ما نشهده في الدول العربية في مدارسها ،جامعاتها و قطاعاتها الإقتصادية ليس إلا عبارة عن محاولة مسح و نكران اللغة العربية بحجة سيطرة لغة أخرى أهم هي الإنكليزية على دول العالم، و هي اللغة التي فرضتها أمريكا تلك الدولة التي نشأت من هجين و خليط لشعوب من هنا و هناك و لزيجات هنود حمر مع سكان أوروبا الأصليين و إحتلها ايضاً بعض المستوطنين الجدد الذين جاؤا من القارة الأسترالية، فلغتنا عزنا و حضارة بقي منها القليل بعدما دُمِرت و سُرِق منها الآلاف من الكتب غير التي أحرقت و كانت بمثابة كنز للناهبين الغربيين و الذي حصل بعض علمائهم على الكتب فإكتشفو العديد من العلوم و الاختراعات بفضلها و كانت اللغة الوحيدة التي كتبت بها ” العربية” و الشاهد على هذا العالم الفيزيائي ” بيير كوري” حين قال :” لدينا ثلاثون كتاباً بقيت من الأندلس المسلمة و هذا مكننا من تقسيم الذرة، ماذا لو بقي النصف مليون كتاباً التي احرقناها من تلك الحضارة لو لم نحرقها لكنا الآن نسافر بين مجرات الفضاء”
اليوم يخجل أبناؤنا من التحدث في باحات الجامعة أو في مجلس ثقافي و حتى عند طلب الطعام من لغته العربية و إن نطقها جعلها مدموجة بالفرنسية و الانكليزية تلك اللغات التي لم تقدم للبشرية أي معارف و مصطلحات تخدم الفاه و اللثه و حتى اللسان المتعطش للمرادفات المخملية النقية ناهيك عن تحمل الأهل اعباء مالية لتكلفة تعلم هذه اللغات في معاهد خاصة ..بل كل ما تعلمه أبناء جيلي هو محاولة إنكار لغتهم و تطفيشها و إن استحب و سمح لهم لإستبدلوا لغة جميع الأديان من كتب و صلوات الى الإنكليزية..كيف لا و صاحب العمل يطلب لغة انكليزية بحجة لغة تشبك جميع عناصر العملاء ببعضهم و تسهل العمل و التواصل اللغوي ضمن البلد الواحد الذي يتحدث بلغته الأم العربية و حتى لو لم يكن هناك حجة قوية.
جامعاتنا بمناهجها أخطر ما تناولته هو سنارة مسمومة من سيطرة ثقافة العولمة المؤذية و تسطيح العقول و السيطرة على تفكيرنا بل جعلونا نتماشى معهم و نرى سلوكيات حياة الغرب التي تتنافى بأغلبها مع الإنسانية و الأخلاق و تعتمد في تحليلها على قانون الطبيعة و ليس خالق هذه الطبيعة و يجعلونا نطبق قوانينهم و قواعدهم و الشرعات الوهمية لحقوق الإنسان المغتصبة ايضا من قبلهم و نحن بلغتنا و كتابنا هو أول من صان البشرية بعين الله التي لا تنام و وفقا لتعاليمه عز وجل.
كفى استهتاراً بلغتنا فنحن ننشىء جيل لا يستطع خوض مجادلة او إبداء رأي او حتى مناقشة فكر ما ،سوى بلغة ركيكة و عبارات لا وزن لها سوى مصطلحات حديثة لأهداف سيطرة على عقولنا حسب ما يتماشى مع سوقهم الإنكليزي و الإفرنجي.
فتذكر يا حفيد النبي ص. الأمي و الذي عرفته كل الأمم بأنه واجب عليك الحفاظ على اللغة العربية و ليس معاملتها على كأنها# العبرية!!!.