تجاوزتْ الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية أمس «قطوع» الانزلاق الى حربٍ بعدما نفّذ «حزب الله» رداً «مدروساً» تجرّعته تل أبيب بعد أسبوع على «إغارة» طائرتيْن اسرائيليتيْن مُسَيَّرتيْن على قلب الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأحد الماضي بعيْد مقتل اثنين من كوادر الحزب في سورية (بضربة إسرائيلية).
وبعد نحو ساعتيْن من «شدّ الأعصاب» الذي ساد عقب تنفيذ «حزب الله» وعدَه بالردّ، أطلقت اسرائيل إشاراتٍ أوحت بأنها «تلقّت الردّ» ولن «تعقّب» بضربة يمكن أن تجرّ الى مواجهة كبرى، وهو ما عبّر عنه بوضوح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بإعلانه مساء أمس أنه «لا يوجد لدينا أي مُصاب ولا حتى بخدشٍ».
فقد بدا واضحاً أن «الاختبار الصعب» الذي شكّله ردّ «حزب الله» الذي جاء للمرة الأولى خارج منطقة مزارع شبعا المحتلة وتحديداً في مستعمرة أفيفيم المتاخمة لبلدة مارون الراس مرّ بأقل أثمان على الطرفين اللذين لا يريدان الحرب.
وكان «حزب الله»، الذي انفردت «الراي» في عددها الصادر يوم الجمعة بتوقُّع أن يردّ خلال الساعات الـ 72 المقبلة، أعلن أنه «عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم (أمس) دمرت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر آلية عسكرية عند طريق ثكنة افيفيم، وقتل وجرح من فيها»، قبل أن تنقل قناة «المنار» (التابعة للحزب) سقوط 4 إصابات في صفوف الاسرائيليين ويكشف الإعلام الحربي التابع لـ «المقاومة الاسلامية» ان «الآلية الإسرائيلية المستهدفة من طراز wolf وتتسع لثمانية جنود».
وبعد استهدافِ الجيش الاسرائيلي خارج بلدات مارون الراس وعيترون ويارون بنحو 100 قذيفة وإصدار مواقف والتداول بتقارير أوحت باحتمال حصول ردّ كبير على الردّ، حرصتْ تل أبيب سريعاً على محاولةِ التقليل من وطأةِ ما حصل معلنةً بلسان الناطق باسم جيشها افيخاي أدرعي «ان حزب الله تمكّن من تنفيذ العملية التي خطّط لها ولكنه فشل في تحقيق الغاية»، مشيراً الى أن «العملية التي نفذها حزب الله كانت متمثلة بإطلاق بين 2 – 3 صواريخ مضادة للدروع باتجاه جيب عسكري وموقع أفيفيم دون وقوع إصابات».