Loading

wait a moment

No data available!

من ينقذ شعب لبنان من الموت؟

خالد الرفاعي / أنا والخبر

وكأنّ القدر قد حطّ رحاله في لبنان كلّ يوم نستيقظ أو ننام على خبر استشهاد مواطن في هذا البلد الصغير المساحة، العظيم القوة والصمود.
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة السلاح المتفلت ففي كلّ مناسبة يخرج الناس بأسلحتهم إلى الشوارع دون وعي منهم أين ستأتي هذه الرصاصات التي تطلق في الهواء وفي أي منزل أو في أي جسد ستستقر و كلّ ذلك دون حسيب أو رقيب وآخر ضحايا السلاح المتفلت كان لاعب كرة القدم “محمد عطوي” الذي استشهد متأثراً بالرصاصة الطائشة التي اصابت رأسه الشهر الماضي في منطقة الطريق الجديدة و هذه خسارة عظمى للبنان أجمع، والدولة في ثباتٍ عميق.

و قد أصبح لافتاً هروب الشعب من الواقع الأليم و كثرت الهجرة البحرية عبر رحلات يقودها أفراد لا يعرفون حتى الى أين وجهتهم وعبر سفن صغيرة تفتقد لأبسط مقومات العيش وآخرها كانت الرحلة التي انطلقت من ميناء طرابلس والتي تحمل أكثر من 33 شخص بين لبنانيين و سوريين أطفال و نساء والتي راح ضحيتها الشاب محمّد الحصني ابن مدينة طرابلس الذي عثر عليه عند شاطئ السعديات جنوب بيروت كما توفّي طفلان آخرَين كانا على متن سفينه الهرب و فقد غيرهم الكثير ولم يعرف مصيرهم حتى الآن ،يهربون من الموت جوعاً و فقراً ليلقوا حتفهم داخل بحرٍ يعيدهم بأمواجه إلى أرضهم و كأنه يقول لهم هنا خلقتم و هنا ستدفنون.

شعبٌ فقد الثقة والأمل بدولةٍ لم يرى منها سوى الجوع والفقر والتشرد والموت على أبواب المستشفيات،والمسؤولين في صراع داخليّ على تولّي مناصب وزارية عائداتها من هذا الشعب الذي مازال رغم كلّ ما حدث لوطنه من انفجارات وأمراض و دمار اقتصادي صامداً لا حول له ولا قوة.

والى من يسمّون أنفسهم رجال دولة ألا تخجلون من أنفسكم ألا تخجلون من رؤيتكم كل هذا الدم و كل هذا التشرد و كل هذا الفقر ألا تخجلون من رؤية دموع الأمهات اللواتي فقدن أغلى ما لديهنّ في سبيل الوطن؟ ألم يهزّ وجدانكم منظر شهداء المرفأ والدمار الذي أُلحق ببيروت؟إلى متى ستبقوا قابعين في مدافنكم؟

ما هي إلا لحظات قليلة وقنبلة صوت الشعب ستنفجر لتهتك بكم جميعاً و لم يبقى لديكم سوى وقت قليل لتعيدوا النظر و تنهضوا بوطنكم الذي يحتضر،احذروا غضب شعبٍ فقد حتى القدرة على تأمين قوت يومه ولم يعد لديه ما يخسره…

أنقذوا وطنكم…إنهضوا بلبنان

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *