اعتراضاً على المكب المزمع انشاؤه في منطقة تربل قضاء المنية والضنية والذي من المتوقع أن ينهي أزمات أربعة أقضية ( المنية زغرتا بشري والكورة) والتي انتشرت نفاياتها ضمن شوارعها منذ ما يقارب الأربعة أشهر بسبب الاقفال الفوري لمكب عدوة ومن دون سابق انذار، نفذ أهالي القرى والبلدات المجاورة لمنطقة المكب اعتصاماً بعدما نصبوا الخيم كردة فعل على اللقاء الذي ضم وزير البيئة فادي جريصاتي ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا والنائب ميشال معوض ورؤساء البلديات يوم أمس ضمن سرايا طرابلس، حيث أعلن الوزير جريصاتي بعد اللقاء “انتهء أزمة النفايات في أقضية الشمال وتمت موافقة كل الأحزاب السياسية على المكان المقترح في منطقة جبل تربل” مشيراً الى ان “البعض ممن يعترض على هذا الحل سوف لن يشكل عائقاً أمام تنفيذ المشروع”، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي في القرى المجاورة ودفعهم الى النزول ليلاً للمكان لمتابعة الاعتصام باعتبار أن “رأيهم أهم بكثير من رأي السياسيين والذين لم يثبتوا حتى الساعة حرصهم على مصلحة الشعب”.
الأهالي تابعوا اعتصاماتهم ودعوا الى لقاء موسع في منطقة تربل وعلى الأرض التي تعود ملكيتها للمواطن كميل مراد من منطقة “رأسنحاش” والمنفذ المتعهد عبد الهادي حسون ويعيش في مدينة طرابلس، مما يعني أن الكل غير مسؤول عن الضرر بقدر اهتمامه بمصلحته الشخصية، وفي هذه المنطقة وقف الأهالي من كل الطوائف ” المتحجبة بجانب من تضع الصليب” الكل معترض لأنه في موضوع الحفاظ على الصحة العامة “الكل واحد في الهموم”.
رأي الأهالي
بداية تحدث الناشط البيئي طارق المبيض فأكد على أن “المشروع يرخي بنتائجه السلبية على جميع سكان بحنين والمنية وقرى مرياطة وكفرحبو وعشاش ويلوث مياهها، واشار الى ان نسبة كبيرة من أبناء هذه المناطق مصاب بسرطان الجهاز الهضمي نتيجة التلوث الحاصل”.
وسأل :” معروف بقوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي، فهل يريدون أن يجعلوا من المياه كل شيء ميت؟”.
وأكد:” أن هذه الوقفة الاحتجاجية مستمرة ولن يسمحوا باستباحة هذه الأرض الطيبة متعدين على صحة أبنائها”.
وختم مشيراً الى “أن جماعة عبد الهادي حسون هم الذين تعدوا على ابناء المنطقة وله نقول أخرج من هذه المنطقة والتي لم تحترم أهاليها، شاكراً العقيد سيمون فرح على تعاونه مع الأهل والتعامل معهم بقلب واسع ينم عن اهتمامه وشعوره بقضيتنا”.
ثم كانت كلمة لرئيس بلدية مركبتا بسام عطيه الذي طالب “كل رؤساء البلديات للوقوف الى جانب اهلهم، اذ ليس من المقبول جلوسهم في منازلهم، ان المطمر الحالي يحمل السموم والأمراض للأهالي، وان كان الأمر واقعاً فاننا بلا شك سنرحل عن هذه المنطقة جميعاً دون استثناء”.
من جهته الدكتور محمد علم الدين سأل في كلمته:” هل المطلوب من الناس أن ترحل من منطقة تتمتع بالمياه النظيفة والهواء النقي؟ فبدل من ايجاد فرص عمل للشباب وانشاء المنتجعات السياحية ويفسحون في المجال للشعب كي يعيش بكرامة، يجعلونه يكفر بأرضه، في كل الأقضية الأربعة ما من مشاع لتحويله الى مكب؟ نحن في مكب عدوة استقبلنا النفايات سنوات طويلة فالى متى ندفع الثمن؟ حتى اننا سمحنا باستقبال نفايات المستشفيات من العاصمة بيروت رغماً عن ارادتنا”.
وسأل:” هل قاموا باجراء دراسة بيئية قبل اتخاذ القرار؟هل علموا ما هي الآثار السلبية على المياه الجوفية وعلى الهواء؟ وهنا نسأل أين هو رئيس اتحاد بلديات المنية الذي وقف وللسف الشديد بالأمس مع وزير البيئة ليرفع شارة النصر؟ على من انتصرت على أهلك؟ أين أنت لماذا لا تأتي وتشرح لأهلك أبعاد هذا المشروع؟”.
وتابع:” نأسف أن وزير البيئة أتى سراً الى هذه المنطقة ومن دون أي اعلام، وكم كنا نتمنى لو أن وزير السياحة زار منطقة ال mirador لتهنئتنا بهذا المشروع السياحي المهم، الذي نفذه ابن منطقة المنية المغترب والذي عاد لأهله ومدينته فاتحاً يديه من أجل تطويرها، لقد وعدوننا بالمشاريع الانمائية فاذا بهم يأتون “بمكب للنفايات” “.
ودعا الدكتور علم الدين ” للوقوف يداً واحدة من أجل مواجهة الكارثة التس ستحل بالمنطقة”.
والى جانب هؤلاء الأهالي تحدثت باميلا اللقيس احدى الفتيات اللواتي وقفن صباحاً في وجه الجرافة التي أتت لتعمل ايذاناً ببدء تنفيذ المشروع :” لم نر من يتحدث عن تربل الا اليوم، وهنا فان من أهم واجباتي الدفاع عن قريتي، وعن أرضي لأنني كجيل صاعد في حال سكت عن
بلدتي فمن سيدافع عنها؟ ولا يجب أن ننتظر الكاهن والشيخ ليدافعوا وعن مستقبلنا، نحن أولى بوقفة شرف، نقول لهم لن ينفذ هذا المطمر الا على جثثنا”.
كما كانت كلمات لعدد من الأهالي أكدوا فيها أن هذا الجبل سيبقى شامخاً ولن يسمحوا لأحد باستباحته.تجدر الاشارة الى أن صاحب منتجع ال Mirador أحمد علم الدين وجه رسالة الى أبناء تربل عبر مستشاره الاعلامي الزميل جورج وهبه جاء فيها:” منطقة تربل عقارياً وانتخابياً تابعة للمنية هنياًء لاهالي زغرتا وبشري والضنية والكورة والبترون ابعدوا زبالتهم عن مناطقهم السياحية وارسلوها الى المشروع السياحي الوحيد اللي غير وجه المنطقة من عشوائية الى منطقة سياحية بامتياز واصبحت مقصد زوار اهالي لبنان كله وخلق ٣٢٤ فرصة عمل ومتوقع بعد سنة ونص ٢١٠٠ فرصة عمل بعد تنفيذ عدة مشاريع كبيرة ممكن تعمل ثورة سياحية على مستوى لبنان.
من خلال المؤتمر الصحفي لوزير البيئة كشف المستور ان كل القوى السياسية مشاركة بتنفيذ هذا المكب نحن نتفهم المردة والقوات والعونيين ونواب الضنية .لانهم يعملون لمصلحة مناطقهم لكن للأسف ما منفهم موقف تيار المستقبل الذي نحن محسوبون عليه وسنبقى لاننا اوفياء لمبادىء ورؤية الرئيس الشهيد قدوتنا نحن اصحاب مبادىء مش ناس تمسيح جوخ وظرفيين.
نحن منعرف مسووءلينا من نايب الى اتحاد بلديات القرار ليس لهم ماعندهم الشخصية الكافية لمواجهة الاوامر التي تأتيهم وليسوا الا دمى نلومهم لان مستواهم الثقافي محدود ولا يعرفوا الضرر العلمي لهكذا مكب .
هذا المطمر مش ضرر لمشروع الميرادور بل يشكل الضرر الكبير لمياه كل المناطق المحيطة بجبل تربل. قبل بدء اعمالنا بالمشروع عملنا دراسة علمية جيولوجية لجوف المياه على ٤٨٠ م سنرفقها لاحقاً يوجد كميات كبيرة من المياه تغذي كل ابار المناطق المحيطة بالجبل .ومعروف هذا المطمر ستتسرب سمومه الى المياه المتواجدة ونعرف نتائجها السرطانية وامراض اخرى.
نفذنا مشروع الميرادور الحلم الذي راودني من اول يوم سافرت وتعرفت على الازدهار ببلد اوروبا وساءلت نفسي نحن قادرون ان نقوم بمشاريع مشابهة في بلدنا بارادتنا وعنادنا وبعد 37 سنة بدء الحلم صحيح اليوم نحن عم نمر بنكسة بسبب السياسين الفاسدين. هيدا بزيدنا عزيمة واصررنا على تحقيق حلمنا حتى النهاية ولن نسمح للصغار ان يهدوا عزيمتنا ويطفشونا ويجبروننا على الاستثمار خارج المنطقة التي ليس لنا هدف انمائي الا ضمنها ومناطق وشعب جبيل وبيروت والبترون وبحمدون مش احسن من مناطقنا ومن شعبنا .
لقد ساعدنا رئيس الاتحاد الغدار بتنظيف المنية من الزبالة عبر تأمين منحة مادية لشراء اكياس للتوضيب وبدات معداتنا بالتنظيف فهل هكذا نكافأ بنفايات اهدن والبترون وزغرتا .
يحب الاعتماد على انفسنا بمواجهة مكب الموت والذي يهدد اطفالنا يوميا بالتظاهر السلمي ولنشد عزيمتنا كأهل الفوار لانه ما بيحك جلدك الا ظفرك