كتبت خديجة مصطفى في أنا والخبر.
في السنوات الاخيرة، غزت التكنولوجيا مجتمعنا بطريقة سريعة في كافة المجالات والقطاعات، ولا ننكر أنها أفادت في العديد من الأعمال وطورتها سواء الصحية، التربوية، الإعلامية وغيرها.
غير أنها سلاح ذو حدين، ففي نفس الوقت، لها سلبيات كثيرة على حياتنا اليومية وعلى أولادنا وعلى سلامتنا ككل. وسوف نعرض بعض الدلائل على سبيل المثال لا الحصر.
أولًا، الأنترنت الذي أفادنا كثيرًا في أعمالنا وقصر المسافات والوقت كذلك، وسهل عملنا في الكثير من الأوقات، غير أن كم واحد منا يحاول مراقبة ما يشاهده أبناءه على الأنترنت وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وكم من مشكلة إجتماعية قد بانت من خلال هذه المواقع وكم جنحة إجرامية إستخدمت من خلال الإنترنت؟
ونكمل مع الهاتف المحمول الذكي، الذي انتصر على العديد من الكتب، الرزنامات، الكومبيوتر وغيرها، نرانا نكرر مقولة: إنعدم الحديث بين الأسرة الواحدة، وأصبحوا يتلاقون وفي يدهم هاتفهم، أصبحنا نتواصل مع بعص برسالة للمعيدة بعد أن كنا نزور بعض ونتحدث ونتفاعل بشكل جميل إجتماعيًا. ألا يقولون: “الجار للجار” و ” النبي وصى بسابع جار”، فكم واحد منا إلتقى أقرب جار له أخر مرة في نفس الطابق؟ ولا ننسى ما تقوم به المخابرات الإسرائيلية من وراء حملنا لهذا الهاتف الذكي!! وما دمرت وقتلت لحد الأن من خلاله؟!
ولا ننسى الكاميرات التي أصبح يستخدمها العديد من أصحاب المؤسسات لتسهيل مراقبة عمل موظفينهم ولراحتهم، دون التوجه للموظف ذاته والتفاعل معه كل يوم لأن الوقت لا يسمح وهنالك الكثير من المشاغل والأعباء، ولكن قد أزيل تمامًا التفاعل الإجتماعي البشري بين الموظف ورب عمله.
التكنولوجيا أحد أثار العولمة التي سررنا بها في بداية الأمر ونادينا بها، غير أنها قد حولت الكرة الأرضية لقرية صغيرة: نعم، وقربت المسافات وسهلت السفرالكثير علينا، لكن العولمة الثقافية نجحت أن تطمس عاداتنا وتقاليدنا وعرفنا العربية التي نتميز بها وأصبحنا مقلدين لا أكثر بحجة التطور والتكنولوجيا والحياة العصرية، مع الأسف.
مبتدئة