تنطلق في الأيام القليلة المقبلة مبادرة جديدة تقول إنّ هدفها ترتيب “البيت السنّيّ” اللبناني. أبرز أسماء المشاركين فيها هم قدامى تيار المستقبل، أمثال الدكتور مصطفى علوش، وراشد فايد (الوكيل الإعلامي) والدكتور محمد نديم الجسر، ويرأسهم الدكتور مازن الحجار، ونائباه علوش وماهر صقّال.
يقول أصحاب المبادرة إنّها استكمال وتطوير للجهود التي سبق أن قام بها الناشط الحواريّ الحجار، “المتخصّص في قضايا الأمن الاستراتيجي” والآتي من لندن، الذي شارك في صالونات “الحوارات الوطنية والإسلامية” خلال السنوات الماضية.
من الشخصيّات التي تتعاون معه: ناهد الغزال، الدكتور سمير عاكوم، الدكتور عبد الرزّاق قرحاني، خالد عيّاش، زيد حمزة، حسّان حجازي، نبيل حسين، رامي إشراقية، الشيخ أحمد الكردي، ماهر صقّال، مصطفى العريس، عبد الرحمن دياب، علاء الشمالي، محمد حلبلب، خضر عبد الله، آمنة الحاج، حسّان شعبان، نمر شعبان، عماد حمدان، حسّان قطب، ومرهج حمدان.
صرّح بعض المذكورين لـ”أساس” أنّ وجود أسمائهم لا يعني موافقتهم، وأنّ “الأمور لا تزال قيد النقاش”، وأوضح آخرون أنّ “من الأسماء المطروحة أيضاً الأستاذ صلاح سلام، لكن هذا لا يعني أنّ من يرد اسمه يوافق على التحرّك أو أنّه بات ناشطاً تحت سقف هذه المبادرة”.
وقد أكّد علوش لـ”أساس” أنّ “هذه الاجتماعات عمرها 3 سنوات تقريباً، والدكتور مازن رجل جديّ ونحن نناقش معه باستمرار كيفية ترتيب الأوضاع.
من هو مازن الحجار؟
يعرّف مازن الحجار عن نفسه بأنّه “درس الهندسة المعمارية وعلوم الأمن والعلاقات الدولية في بريطانيا”، و”تخصّص في مجال الأمن الاستراتيجي، وبات مستشاراً في هذا المجال لدى مؤسسات رسمية بريطانية في العامين 2010 و2016”. هو الذي يقول إنّه بدأ نشاطه السياسي في 2005 “ولديّ علاقات طيبة مع كل الأحزاب والأطراف الداخلية والعربية والدولية”. سيرة “خيالية” لمن يريد العمل السياسي، أن يكون على توافق “مع الجميع”.
لكن حين نسأله عن إصابته خلال “العمل المقاوم” يتبيّن معنا أنّ سيرته لا تبدأ في 2005، بل 1983، حين كان يقاتل إلى جانب مجموعات حز kب الله، وقد كان اسمها “المقاومة الإسلامية” قبل الإعلان عن التأسيس الرسمي للحزب. وهو إذ يقرّر بهذا التاريخ، يعود ويحدّثنا عن “إصابة قاتلة” تعرّض لها في 1985 “في الرأس والفخذ، وبقيت في الكوما لثلاثة أشهر”.
يروي أنّه كان تلميذاً في مدارس “فرير ماريست” طوال أعوامه الدراسية من الحضانة إلى السنة النهائية، في الرميلة: “وكنتُ أدخل الكنيسة وأحفظ الصلاة المسيحية بالعربية والفرنسية.. لكن في الاجتياح الإسرائيلي رأيتُ ما فعله الإسرائيليون، وهذا ما دفعني إلى حمل السلاح والمقاومة…”.
ماذا عن الآن؟
يقول إنّ لديه “الكثير من الأصدقاء في حزب الله وكلّ الأحزاب اللبنانية، ويحلم بـ”ترتيب البيوت اللبنانية، سنية وشيعية ومسيحية. رجل يريد توحيد اللبنانيين “تحت بندقيته” السياسية. لكنّه مشروع ضخم، فكيف يموّله؟
“التمويل شخصي”، يجيب: “أنا من عائلة ميسورة، وقد تقاعدتُ وأصرف من مالي الخاصّ، ولا أحتاج إلى مال من أحد، وحساباتي البنكية مفتوحة للجميع، وقد نشرت عشرات الكتب وعشرات آلاف الرسائل…”.
“حماية السلاح”…
في ورقة تأسيسية تشرح الملفات التي يهتمّ بها المشاركون، والهيكليّة التنظيمية، ومهمّاتها وصلاحيّاتها، وأعضاء الهيئة التأسيسية والإدارية المؤقّتة، والنظام الأساسي، وتضمّ معلومات عنهم، تختصر الأهداف بالتالي:
- تجميع الطاقات السنّيّة وتعاونها.
- وضع رؤية منسجمة لمواجهة المرحلة الحالية.
- فتح صفحة جديدة بين مكوّنات الساحة السنّية.
- العمل على تكريس التعدّدية والتنوّع في البيئة الواحدة.
- التواصل مع الدول العربية والإسلامية لمنع الفتنة ومعالجة الخلافات.
- إيجاد الحلول لواقع التشرذم والإحباط السائد اليوم.
- الانطلاق من تحصين الساحة السنّية إلى تحصين الساحة الإسلامية واللبنانية.
- التعاون مع المغتربين لمعالجة الأوضاع الاجتماعية الصعبة.
- توحيد الموقف من المقاومة وسلاحها ودورها، ومعالجة المشكلات الأمنيّة.
وبدا لافتاً البند الأخير، الذي يبرّره الحجار بأنّ “السلاح يقاوم الاحتلال، لكن يميّز بينه وبين السلاح الذي يستعمل في الزعرنات الداخلية”، وهو يعتبر أنّ “هناك احتلالاً في شبعا حالياً”.
إنقاذ سنّيّ وطنيّ
تداعى المبادرون خلال الأسابيع الماضية إلى لقاءات تمهيدية أفضت إلى إعداد ورقة عمل متكاملة عنوانها “مبادرة الإنقاذ الوطني: خلفيّاتها ومنطلقاتها ورؤيتها، وما تبتغيه على المدى القريب والبعيد”.
يعتبر المشاركون أنّ ترتيب البيت السنّيّ في لبنان ضرورة وحاجة من أجل ترتيب البيت الوطني عامّة، وأنّ أبعاد الاهتمام بالبيت السنّيّ غير مذهبية أو طائفية. وقد قضت مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية بضرورة إعادة استكمال الجهود التي بُذلت سابقاً لقيام مبادرة خاصة على الصعيد الإسلامي السنّيّ هدفها تجميع الجهود ووضع رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة.
وسيعلنون عنها خلال مؤتمر صحافي يُعقد في الأيام الأولى من السنة الجديدة، على أن تستكمل الاتصالات مع جميع الأطراف لتشكيل المجالس الجهويّة ووضع برامج عمل تنفيذية للمرحلة المقبلة.
وإذ يؤكّدون أن ليس من جهات داخلية أو خارجية تقف خلفها، سيعلنون انفتاحهم على التعاون والتنسيق بلا مواقف مسبقة “مع الجميع”.