كتبت ملاك يحيى في أنا والخبر
أولئك الذين قالوا أن سعد الحريري يُشكل غطاء سُني لحزب الله، يتباكون اليوم بسبب اعتكافه العمل السياسي. تحاليل الجهابذة وأبناء الغرف السوداء زادت في الأيام الأخيرة، وزادت الزيارات الانتخابية للقرى السُنيّة. إذ أننا نرى شُّحْدُودُ من هنا وشُّحْدُودُ من هناك يجوبون المناطق الزرقاء ويَشحَتون الأصوات المُستقبلية مُستغلين الوضع الإقتصادي الصعب للناس، مُتحججين بمواجهة الإحتلال الإيراني.
أولئك المتحفنشين، هُم أنفسهم من وضعوا عباءة وغطاء على إجرام حزب إيران، من خلال وضعهم للخطوط الحمراء على شخص يُمثّل الغطاء المسيحي الأول لحزب إيران في لبنان. والمضحك المبكي أنهم يستخدمون الخثرود والشعارات الطنّانة بدلاً من الأفعال.
ربما أخطأ الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد من بعده بدخول المعترك السياسي في لبنان، ذلك لأن من في الساحة السياسية اللبنانية هم أبناء حرب أهلية، كافأتهم الحرب في مجلس النواب بدلاً من أن توطّنهم السجون. ف “رفيق الحريري” هو رجل السلم الأول في لبنان والذي دفع ثمن مطالبته بوطن حُر ومُستقل. ذهب جسد رفيق الحريري إلى أحضان الأرض، في حين أن روحه استوطنت في أجساد الأحرار في هذا البلد، وفِكر رفيق الحريري حمله نجله سعد وشباب تيار المستقبل، الذين دفعوا ثمن رفع أصواتهم ومطالبتهم بالحريّة.
الغريب والمثير للجدل، أنه في البلدان الأخرى، نجد خصم شريف وحليف وفيّ. إلا أن الظروف شاءت ان يحظى سعد الحريري ومناصريه ب خصم قاتل، وحليف غدّار. كل هذا يدفع ثمنه من رفض أن يكون طرفاً في خراب لبنان. وها هو الزمن بالفعل يُعيد نفسه فخصوم الحريري الأب هم أنفسهم اليوم خصوم الإبن، ومن عرّف عن نفسه حليفاً للأب وطعنه بالمحطات السياسية الصعبة، ها هو يستكمل مسيرة الطعن بخاصرة مشروع رفيق الحريري الذي ورثه شخص واحد يُدعى “سعد الحريري”.
إذاً ١٤ شباط ٢٠٢٢، هو يوم تجديد الوفاء لنهج ومسيرة بناء الوطن، الذي وضع رفيق الحريري حجر أساسها، ليس لأن بقية الأيام مختلفة ولا تحمل في طيّاتها عربون وفاءٍ لقامة العملاق رفيق الحريري، إنما لنضع وردود بيضاء وحمراء على ضريح الرجل الحيّ رفيق الحريري، لكي نعيد إنعاش ذاكرة الجميع بأن اللون الأحمر يُمثل دماء شهدائنا الذين لم ولن ننساهم ما حيينا، أما الأبيض فهو رسالة نوجهها لكل من الحليف والخصم، الا وهي أن لُبنان بلد لا يقوم على حمل السلاح والإقتتال، إنما بلد العيش المشترك…
رحم الله إمرئٍ قال يوماً “المسيحي المعتدل أقرب إلي من المسلم المتطرف”