كتب رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط
منذ انكفاء الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي عن المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة، وحزب الله الإيراني وحلفاؤه يعملون ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، للحلول مكان نواب الحريرية الوطنية وحلفائهم، وذلك بالتسلل إلى البلدات والقرى العكارية، بحجة تقديم المساعدات الغذائية أحياناً، والتقديمات الصحية في كثير من الأحيان لمرضى المستشفيات الخاصة والعامة، والمكافآت المادية بين الحين والآخر، وبغطاء من الواهمين والمتوهمين بمصداقية الشعارات التي يرفعها حلفاء إيران وأذرعها العسكرية، وبحسن نية البعص كما أظن، وبسوئها وعدم الإدراك في أكثر الأحيان، مستغلين حالة الإحباط والحرمان والبطالة وموجة الغلاء والوباء وقلة الموارد المائية، وتخلي البعض من القيادات العكارية، عن مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية.
ومن الملاحظ أن جهد حزب الله وأعوانه، يتركز على البلدات الكبرى، والقرى الإسلامية لأهل السنّة والجماعة، في كل مناطق عكار، بهدف استقطاب جمهور المسلمين للمرحلة القادمة انتخابياً، في حال تحققت وعود الحكومة الميقاتية بإجراء الانتخابات النيابية في منتصف شهر أيار المقبل، لا سيما وأن حزب الله والتيار الوطني الحر يعملان بشتى السبل المشروعة وغير المشروعة، لدعم انتخاب شخصيات ضعيفة هزيلة وهامشية للمقاعد النيابية الإسلامية في محافظتي عكار وطرابلس الشمال، وحتى في العاصمة بيروت، بحيث يكون هؤلاء النواب الجدّد من المسلمين السنة موالين سياسياً للمشروع الصفوي الفارسي في لبنان والمنطقة العربية، والنواب السنة في اللقاء التشاوري نموذج حي لمحاولة حزب الله والتيار الوطني الحر السيطرة على الساحة الإسلامية السنية انتخابياً وبعدها سياسياً، مستغلين انكفاء الرئيس سعد الحريري سياسياً للأسباب المعروفة.. فهل يتعظ الرأي العام الإسلامي السني والوطني في عكار والشمال وكل لبنان، من نموذج الهيمنة الإيرانية على الساحة العراقية سياسياً واجتماعياً، ومحاولتها السيطرة على يمن العروبة والإسلام عسكرياً ومذهبياً، وكيف تحول لبنان التنوع الحضاري، من واحة للحرية والأمان، ومن ملتقى العرب وجامعتهم ومستشفاهم، ووجهتهم الاقتصادية والاجتماعيه والسياحية، إلى جهنم التحالف العوني مع حزب الله ومشروعه الإيراني البائس؟.