كتب محمود القيسي في أنا والخبر.
نحن شعب لا يفعل شيئًا سوى التذمر وكيف إننا لا نطيق هذه السلطة، بينما لا نملك الجرأة للخروج منها أو عليها؟ هل نحن مجرد شعب عاجز عن الكلمة والصراخ والحركة والتغيير..؟ ماذا تحسبون انفسكم، ضحايا السلطة أو ضحايا انفسكم أو ما شابه؟ هل تعودتم على الإقامة بين جدران “مصحة” السلطة العقلية بكامل رغبتكم ووعيكم، لمجرد خوفكم من مواجهة سلطة توسخ في نفسها خائفة؟ هل أجُريت عليكم عملية استئصال فص المخ، لتصبحوا مجرد قطعة لحم بلا أي شعور أو استجابة، مجرد كائن حي يعيش كجثة بلا حراك في سجن السلطة.. أو سجن المصحة.. أو سجن السرير.. أو سجن الجسد..؟
يرى الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو بأن العقاب داعم أساسي للسلطة، ومن غير المهم أن تكون مذنبا كي تُعاقب، فالعقاب كأداة للسلطة غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة، وهو غاية في ذاته من أجل المزيد من السلطة. طورت السلطة فكرة المراقبة الذاتية من أجل المزيد من السيطرة، والكل مذنب حتى تثبت صلاحيته، ويقول فوكو في كتابه “المراقبة والمعاقبة” بأن التبدي الأكثر خفة للسلطة ذلك الذي يستخدم سلطة العقل كسطح يكتب عليه ويحقق إخضاع الأجسام من خلال السيطرة على العقول والأفكار. يصور النظام الكل كمصابين بعلة وبأن أي فكرة خارجة عن السرب ستزج بك في المصحة النفسية من أجل إعادة تأهيلك!
نعم، نحن شعب أو شعوب في أقفاص عهد سلطة الوقواق، أو سلطة طائر الكوكو الخبيث والانتهازي.. العهد، أو سلطة العهد التي تُفرّخ دويلات القهر والتجويع والفساد والمحسوبيات والابناء والاحفاد والورثة والاهل والاقارب والعقارب والبزنس والصفقات والامراض والاوبئة… دويلات المصارف والمنصات والمستشفيات والافران والسوبرماركت.. دويلات المولدات والنفايات والسوق السوداء والسوق الحمراء والبيضاء.. والعملة السوداء والخضراء الطازجة واخواتها من العملة الصعبة والعملة السهلة والسريعة.. دويلات الطوابير على المازوت والبنزين والغاز والكاز والدقيق والطحين والحبوب والكرامة.. دويلات الطوائف والمذاهب والجماعات والمجموعات والجمعيات.. دويلات الماء المقطوعة والكهرباء المقطوعة والخدمات المقطوعة وشرش الحياء المقطوع والعزة المقطوعة.. دويلات التوازن في المحاصصة واللاتوازن في الموازنة.. دويلات الرسوم والضرائب والمصائب!!
دويلات المليشيات والملينات والفيروسات السياسية وبكتيريا النظريات الكونفشارية والانكشارية والانقلابية بحجة الصواريخ النائمة والصواريخ الطائرة والسلاح الشرعي والسلاح الغير شرعي من اجل كذبة تحرير الارض والبحر والسماء على قاعدة المقاومة الانشطارية.. قاعدة “رعد” حزب السموات والقبوات وصرخته المستجدة: “نحن أسياد البلد”، وسيدنا قدّس الله سره الإلهي “خاتم” المقاومة والمقاومين “المرشد الأعلى”.. الأعلى والأعلى.. سيد أسياد ما تبقى من ركام وخراب البلد!!!
ابو خالد