خاص أنا والخبر
لم تمض أيام على إعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تعليق عمله السياسي حتى زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، وشدد عون من دار الفتوى على أهمية الدور الذي تؤديه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه. وأشار دريان إلى أنه لا يرى سببًا لتأجيل الانتخابات، وهذه الدار صمام أمان للجميع ولا نريد للطائفة السنية أن تخرج من العمل السياسي.
وفي معلومات خاصة بأنا والخبر من مصدر سياسي رفيع مطلع فإن “زيارة رئيس الجمهورية إلى دار الفتوى كانت قد نُسّقت بين كل من الرئيسين عون وميقاتي قبل حصولها، ولكل منهما مصلحته في الأمر. فرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان والتي تخللها إعلان تعليق عمله السياسي، كان قد أوصل إلى من يعنيهم الأمر كلامًا مفاده أنه لا غطاء على أحد بعد الآن في القضاء لا من نادي رؤساء الحكومات السابقين ولا من غيرهم. هذا الكلام الذي تناهى إلى مسامع القاضية غادة عون، فتح شهيتها لإعادة فتح ملف ال 11 مليار الذي يتعلق بالرئيس فؤاد السنيورة وملف قروض الإسكان المتعلق بالرئيس ميقاتي أمام القضاء. هذه المعلومات دفعت بالرئيسين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي إلى التنسيق السريع، ومحاولة استرضاء رئاسة الجمهورية لاسيما في هذه المرحلة بالذات. ولأن لرئيس الجمهورية مصلحة في كسب ود الشارع السني وتخفيف النقمة السنية ضد التيار الوطني الحر وصهر الرئيس جبران باسيل، على خلفية عزوف الحريري وما يتحمله باسيل من مسؤولية بتصعيبه الأمور أمام الحريري إبان تكليفه لتشكيل الحكومة خلال الفترة الماضية، جرى التوافق بين كل من الرئيسين عون وميقاتي، على زيارة يقوم بها عون إلى مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان في دار الفتوى، بهدف تخفيف حدة ووقع انسحاب الحريري وضمان عدم اتجاه الطائفة السنية إلى مقاطعة الإنتخابات النيابية المقبلة”.
ويضيف المصدر المطلع بأن “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أقنع مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان خلال زيارة الأخير إلى السراي الحكومي، بأن لا مصلحة للطائفة السنية بمقاطعة الإنتخابات أو إثارة الجدل في هذا الموضوع، وأن ميقاتي يرى أن من شأن حصول لقاء بين رئيس الجمهورية والمفتي في هذه الأثناء، وفي دار الفتوى تحديدًا، أن يؤكد على أهمية ومرجعية دار الفتوى الوطني من جهة، وأن يساهم في تخفيف أي شعور بالإحباط لدى الطائفة السنية وأبنائها لجهة مشاركتهم في الدولة من جهة ثانية”.
ويرى المصدر نفسه أن “بناء على هذه المعطيات أصبح بالإمكان القول أن نادي رؤساء الحكومات السابقين أصبح بحكم النادي السابق. فالرئيس تمام سلام سحب نفسه من كل هذا الجو السياسي الذي لا يعنيه ولا مصلحة له فيه، والرئيس سعد الحريري خرج من المعادلة إلى حين، فلم يبق إلا الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وكل منهما يتخوف من فتح القضاء لملفات عالقة أمام القضاء وتعنيهما بالمباشر ولا مصلحة لأي منهما في فتحها والبلد على أبواب استحقاقات وتطورات لا أحد يعرف نتائجها”.