كتب محمد خلدون عريمط
تسعة اشهر تمكن خلالها الرئيس سعد الحريري من الصمود بوجه هيمنة ميشال عون وفريقه المدعوم من سلاح حزب الله المتمسك بادواته القديمة ، والرافض لتشكيل حكومة اختصاصيين تتماشى من المبادرة الفرنسية التي رفعت شعار الاصلاح الحقيقي بعيدا عن المحاصصة الحزبية ، والطائفية ، والمذهبية المصاب بها حكام لبنان ،الذين تعودوا على مراعاة مصالحهم على حساب الشعب ومطالبه وحاجاته واحلامه التي امست بعيدة المنال في ظل الانهيار الدرامتيكي للدولة ومؤسساتها الرسمية والخاصة.
صحيح بان الحكومة هي نتجة صفقة فرنسية ايرانية في ظل فراغ دولي عربي على الساحة اللبنانية ، الا انه بات جليا بان الوصاية الفعلية هي ايرانية بامتياز.
تسعة شهر وضع خلالها الرئيس سعد الحريري خطوطا حمراء توقف عندها زحف حزب الله ، واطماع حليفه ميشال عون نحو الهيمنة الكاملة على ما تبقى من الدولة المنكوبة ، ليأتي في ليلة ظلماء الرئيس نجيب ميقاتي ليشكل حكومة عرجاء ، عمياء ، راضخة لشاه بعبدا وجنود ولاية الفقيه وامامهم في الضاحية الجنوبية ، متجاوزا بذلك المبادرة الفرنسية وبنودها بمباركة ايرانية ، منقلبا على نهج الرئيس سعد الحريري حتى باتت حكومته حكومة ايرانية الغلبه فيها للتيار الوطني الحر ، او بصورة اوضح للنائب جبران باسيل الذي فرض فرمان زيارته قبل توزير اي شخصية سنية او درزية او مارونية او كاثوليكية او أرثوذكسية بستثناء وزراء سلاح حزب الله وحركة امل وحلفائهم القادمين من وراء الحدود.
ما فجر فضحية جديدة في حكومة الرئيس ميقاتي الذي لطالما حاول تدوير الزوايا للايحاء بانه لم يعقد صفقة مع رئيس بعبدا وضوحيها او انه ينتمي للفريق الايراني المهيمن على الدولة ومؤسساتها بقوة السلاح المرفوض شعبيا وعربيا نظرا لتورطه بحروب اقليمية تخدم مصالح التمدد الفارسي المعادي لعالمنا العربي المقاوم والصامد بوجه المشروع الصفوي التقسيمي الذي عمل ومازال يعمل عبر اذرعه العسكرية الغير شرعية على نشر الفوضى والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد منخرطا في تدريب وقيادة حرب عصابات الحوثي في اليمن ضد المملكة العربية السعودية التي لطالما ساندت الدولة اللبنانية وشعبها بلا مقابل
فلا وجود لحكومة اختصاصيين او انقاذين او اقتصادين فالحكومة في السراي والحاكم في اللقلوق
ومن هنا الا يحق لنا بان نقارن بين موقف الدكتور جمال كبي الذي رفض شروط جبران باسيل او الانحاء امامه ، وبين الوزراء الذين ارادوا بان يأخذوا شهادة حسن سلوك من جبران ليدخلوا جنة حكومته المشبوهة منذ ولادتها ؟
ان الرأي العام اللبناني والعربي والدولي امسى مقتنعا بان الحكومة الحالية هي حكومة جبران باسيل ، وان الرئيس نجيب ميقاتي وزيرا بلا حقيبة في حكومة دون كيشوت الدولة وصهر رئيسها
فمبروك لدولة الرئيس ميقاتي على موقع وزير بلا حقيبة ، ورئيس بلا رئاسة ، في زمن قلت فيه الرجال في بلدي .