كتب محمود القيسي : في مثل هذا اليوم قبل ٢١ عاماً مات رئيس الدولة المتوحشة ومؤسس سلطة ولدت وترعرعت وعاشت خارج القانون.. مات حافظ الأسد في مثل هذا اليوم “الأبيض” بالنسبة للمعارضين و”الأسود” بالنسبة للمؤيدين، وبقيت خفة دم السوريين هي الصبغة الأساسية، وكأنها تخترق الموت دائماً لتقول نحن لم نمت بعد.
كتب احد المواطنين السوريين: “في مثل هذا اليوم كنت بألمانيا وكانت فرحتي لا توصف فسألني جاري الألماني عن السبب فأخبرته بأن الرئيس مات فقال قبل أن ينهي مدته الرئاسية؟!!! قلت له هو مات، أما مدته الرئاسية فلا أعتقد أنها ستنتهي”.
هذا النوع القاتل من “الأنظمة”، أو الديكتاتوريات تأخذنا إلى روايات الأدب التحذيري من سلطة الديكتاتور.. تأخذنا على سبيل المثال لا الحصر إلى رائعة جورج أورويل ” مزرعة الحيوان”، حيث يقول في بعض فصولها الدموية: “لغة السياسة تم تصميمها لتجعل الكذب يبدو صادقاً والقتل محترماً.. والحرية في مملكة الحيوان تُحمى بالمخالب والأنياب، وتُهرق الدماء في سبيل الحفاظ عليها. أما في مملكة بني البشر فالحرية مبرر الوجود والاستمرار، وإذا فُقدت غدت الحياة الوجه الثاني للموت”..!!!
