أمل نقيب المهندسين في طرابلس والشمال بسام زيادة، في أن تتشكل الحكومة سريعاً لتخفيف الضغوطِ عن الناس، وأكد أن نقابة المهندسين ستبقى في طليعةِ النقاباتْ التي ستسهِمُ في اعادةِ اعمارِ لبناننا وبفضلِ سواعِدِكُمْ.
فقد نظمت نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، اليوم، احتفالاً تكريمياً لفرق الكشف الهندسي على أضرار انفجار مرفأ بيروت، على المباني السكنية والشركات والمؤسسات، واختصر الحضور على المكرمين ال٥٠، نظراً للتدابير المتخذة لمواجهة كورونا.
بداية النشيد الوطني، ثم كانت كلمة رئيس اللجنة الاجتماعية في النقابة المهندس سليم نشابة جاء فيها: أيها الزملاء أيها ألأحبة،
من عرينِ نقابة المهندسين في طرابلسِ والشمالِ، يليقُ بكم التكريم، وتليقُ بكم كلًّ كلماتِ الشكرِ والتبجيلِ، لما قدمتهِ أيديكُم البيضاء من خيرٍ لبيروت وللبنان، إنَّ الاحتفاءَ بكم ليسَ إلا تعبيراً عمّا تكنُهُ نقابة المهندسين ونقيبها بسام زيادة لكم من تقدير، مهما قلنا فإنَّ عملكم يسمو على الكلام، ففي زمنٍ التضحياتِ لا عملَ يعلو فوق عمل المهندسين الشرفاء، وفي زمنِ التكريمِ لا تكريمَ إلا لمن يعملُ خيراً للناس…
بعدها كانت كلمة النقيب زيادة، قال فيها: بكلٍ فخرٍ واعتزازٍ، أقفُ اليومَ أمامَ مهندسينا، الذينَ لبّوا نداء نقابتنا، ولبّوا نداءَ الواجبِ الانساني تُجاهَ عاصمتهم واخوتِهم فيي بيروت، غير آبهينَ بكلِّ المَخاطرِ المُحدقةِ بهم، وغيرُ ملتفتين الى كلِّ الضجيجِ السياسي وغير السياسي، فقط وضعوا نُصْبَ أعينهم شعارَ نقابتنا منذ انفجارِ مَرفأ بيروتَ المشؤوم “بيروت بسواعدنا بتعمر”، وهكذا أمضىَ أكثرُ من 50 زميلاً يومياتهم ما بينَ طرابلس وبيروت، إنَّ ارادةَ الخيرِ دفعتهم لتخطّيْ كل الصِّعاب، وتَذليلِ كل العقبات من أجل بيروتَ ومن اجل لبنانَ ومن أجلِ الانسان أولاً.
اضاف لقد تَرجمنا كلامنا أفعالاً ودون إضاعةِ وقت، فأرسلنا منذُ اللحظاتِ الأولى فرقَ الكشفِ الهندسي التابعةِ للنقابة، متعاونين مع زميلتنا نقابة بيروت ومع قيادة جيشِنا الوطنيْ، فعمِلَتْ هذهِ الفرق بكل طاقاتها العلمية والفنيةِ، وبكل تضحيةٍ ساهمت بالمسوحاتِ الجارية، للأبنيةِ والمؤسسات والشركاتِ المتضررةِ والتي تتعاون مع الجيش اللبناني، لقدْ تكلّلَ عملُكُم الانساني والأخلاقي والمهني بالكشف على أكثر من 2300 عقار تحوي عشرات آلاف الوحدات السكنية والصناعية والتجارية، في منطقة محددة ومتفق عليها تعلمونها جيدا، وكنتم أكثر من 400 مهندسة ومهندس متخصص من نقابتي بيروت وطرابلس. إنَّ عملكم سمحَ لنقابتنا أن يكونَ لديها مُعطياتٍ مهمة، وقد أسهمت في مساعدة المعنيين باعادة الاعمارِ بوضعِ خارطةِ طريقٍ واضحة، حول كيفية الانفاقِ والصرفِ، دون محسوبياتٍ، مُبعدينَ بذلكَ شبحَ الفسادِ عن هذا الملف المهم. إنَّ هدفنا هو تكريسُ مبدأ الأخوة وتخطّي كل الحواجزِ الدعائيةِ التي يبثُها الاعلامُ المسموم، فطرابلس والشمال جزءٌ لا يتجزأُ من هذاالوطن الغالي، وما يصيبُ بيروت يُصيبنا وما يَألَمُ لهُ شعب بيروت وحضارِتها يألَمُنا جميعاً. ومن هنا فإنَّ اندفاعنا ودعمنا لمرفأ بيروت وبيروت يأتي من قبيلِ فلسفتِنا القائمة على أنَّ هذا الوطنَ وحدةٌ مُترابطة، لا تَقبلُ الانقسامَ ولا التفرقةَ، بل علينا المؤازرةَ من أجلِ أن يعُمَّ الخيرُ على الجميع، خصوصاً في هذه الظروفِ العصيبةِ، التي تفرضُ علينا سدَّ كل الثغراتِ لمواجهة الأزمة التي تحاصر لبنان كل لبنان.
وختم النقيب زيادة متوجها إلى المكرمين: شكراً لكلِّ ما قدمتوهُ من تضحياتٍ في وطنِكم، إنَّ تكريمَكُمُ اليوم هو تكريمٌ فعلي للانسانِ بمفهومهِ الساميْ، هو تكريمٌ لنقابتنا ومنهجيتِها في العمل، إنّكم بفعلِكم أعدتُم المفهوم الحقيقي للمهندسِ، المهندس الذي يعطي دونَ مقابل، المهندس الذي يجب أن يكونَ جزءاً من الحل لأي مشكلةٍ مهما بلغت تعقيداتُها، المهندس الذي لا يتخاذلُ أمام المِحَنْ، وأخيراً فإنني ومن هذا المنبر اتمنى أن نتخطى الأزمة الحالية، وآملُ أن تتشكل الحكومة سريعاً لتخفيف الضغوطِ عن الناس، وأؤكد أن نقابة المهندسين ستبقى في طليعةِ النقاباتْ التي ستسهِمُ في اعادةِ اعمارِ لبناننا وبفضلِ سواعِدِكُمْ.
بعد ذلك، تم توزيع شهادات التقدير على المهندسين المكرمين