بات في حكم المؤكد أننا مقبلون على أزمة نقص دواء وارتفاع في أسعاره. لم يعد الأمر سراً. أزمة الدواء أطلت برأسها، عدد كبير من الأدوية بات شبه مفقود، وبعضها سجل إرتفاعاً في سعره.
قبل أعوام خلت، كان الناس يعتمدون على الأعشاب الطبية لمداواة آلامهم، وكانت العِطارة بمثابة صيدلية، يقصدونها لشراء أدوية عشبية، غير أن نجمها أفل لصالح الأدوية الكيميائية المصنّعة. بيد أنه مع تزايد الحديث عن ازمة الدواء، عادت العطارة للواجهة، فهل تكون البديل؟ ماذا عن أدوية كورونا؟
في بلدة أنصار، وتحديداً في حي هونين، حيث الطرقات متعرجة والمنازل بسيطة الى حد ما، يقطن نوح مكي، رجل خمسيني، عاطل عن العمل بسبب ما آلت اليه أحوال لبنان، مثله مثل المئات بل الآلاف.
قبل أيام أعلن نوح عن لقاح لـ”كورونا”، هو عبارة عن عشبة “الشيح البلدي”، ما طرح تساؤلات: هل فعلاً توصل الرجل الى لقاح فعال؟
بإبتسامة عفوية يستقبلك نوح أو الدكتور نوح كما يحلو له تسميته، الرجل البسيط، الذي يتناول كوباً من الشيح والعسل، يقول: “أنا عاطل عن العمل قررت لاقي شغل شو ما كان”، عبارة يدخل منها الى عمق “لقاح” أعلن إكتشافه لفايروس كورونا. في الحقيقة اللقاح لا يعدو كونه عشبة برية تسمى “الشيح البلدي”، تزرع في منطقة البقاع، متعددة الاستعمالات، وتستخدم لعلاج كافة الأمراض الخبيثة وتخثّر الدم. هذه العشبة هي “اللقاح السحري” لعلاج مرضى كورونا على حد قوله، مؤكداً أن “للعشبة فوائد جمة، إختبرتها على شقيقتي التي أُصيبت بسعال حاد، وخلال ثلاثة أيام شُفيت”. وما إن أعلن نوح عن لقاحه حتى انهالت عليه الإتصالات للحصول عليه، معتبراً أن الناس تريد خلاصاً من كورونا، وتجهل أن الدواء بين يديها، غير ان الدولة تنتظر لقاحاً من الخارج، ونحن بلد الاعشاب والأدوية.
مراراً وتكراراً حاول نوح التواصل مع وزارة الصحة لوضعها في تفاصيل عشبة الشيح وأهميتها، غير أنّ أحداً لم يجب على إتصالاته، ما دفعه للقول “نحن ببلد يفضل المستورد ونستخف بالبلدي”.
لا ينكر نوح أنه وجد في تأمين العشبة وايصالها لأي مواطن، فرصة لتأمين مردود بسيط، يساعده على مواجهة ظروفه القاسية، يجزم أن “كثراً لا يصدقونه، غير أنه يدعوهم لمعرفة أسرار الاعشاب الطبية، وليجربوها فهي غير مضرة”.
في عطارته في سوق النبطية، يقف السيد عقيل خلف إبن الثمانية والثمانين عاماً يرتشف كوب “شيح بلدي”، فهي “عشبة تقاوم الفايروسات وتقوي المناعة”، على حد قوله، فيما تحيط به أنواع متعددة من الأعشاب ذات الفوائد الجمة.
يؤكد خلف أن الطلب يتزايد على “الشيح البلدي مع العلندة” نظراً لفوائده في مقاومة فيروس كورونا، لا سيما وانه يقوي مناعة الجسم. كما أعدّ محلولاً آخر من رب الرمان والخل لعلاج كورونا. ويرى أن الشيح مضاد فعال لأي فيروس، وأنه عشبة طبيعية غير مضرة، ويؤكد أن العديد من الدول العربية كما الاوروبية ومنها المغرب والمانيا بدأتا باعتماده كلقاح طبيعي، ويخضع للأبحاث العلمية أيضاً، وبدأ يؤخذ كمحلول وقائي، ريثما يتم إيجاد لقاح طبي.
رمال جوني – نداء الوطن