شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على انه”لا يحقّ للسّياسيّين عندنا تنصيب ذواتهم فوق الدّستور والعدالة والمؤسّسات. ولا يمكن القبول بتعطيل اجتماع الحكومة وتخلّيها عن مسؤوليّتها كسلطةٍ إجرائيّة، ولا بأخذها رهينةً لتجاذباتٍ سياسيّة. ولا يحقّ للقوى السّياسيّة خلق حالةٍ من التّوتّر واللّاإستقرار يؤدّي إلى عدم البحث في الملفّات الإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة الضّروريّة والملحّة، وملفّات التّعيينات، ما يؤثّر سلبًا على الوضع الإقتصاديّ والمالي والعيشيّ، ويزيد من حالة الفقر والحرمان، ويُفقد الدّولة ثقة الشّعب والمجتمع الدّوليّ بها”.
كما أكد في عظة ألقاها في قداس الأحد انه “لا يمكن القبول بخرق قاعدة المناصفة وبممارسة الاستئثار والاحتكار في الوظائف الرّسميّة، في الوقت الذي تبقى فيه النّزاهة والكفاءة والمناقبيّة القاعدة الأساس للتّوظيف. ولا بدّ من الإشارة إلى وجوب إصدار المرسوم بتعيين النّاجحين في مباريات كتّاب العدل وقد التقيناهم أوّل من أمس. لماذا تحطيم آمال شبابنا الذي يريد أن يعيش في لبنان ويخدم مؤسّساته؟ أيّ جوابٍ تعطيهم السّلطة للدّلالة على أنّها تحترمهم وتحترم القانون الذي تسنّه هي ثمّ تخالفه تطبيقًا؟”.
وتوجه إلى الاخوة الفلسطينيين، قائلا: “هم يعلمون أنّ لبنان متضامنٌ معهم ومع قضيّتهم، منذ سبعين سنةً، وأكثر من أيّ بلدٍ آخر. وقد دفع غاليًا ثمن هذا التّضامن. فنرجو أن يكونوا هم بدورهم متضامنون مع لبنان وشعبه. نحن ندرك مأساتهم الإقتصاديّة وهمومهم المعيشيّة، فنأمل أن يدركوا هم أيضًا واقع الشّعب اللّبنانيّ الذي أصبح ثلثه تحت سقف الفقر، و35% من شبابه يعاني البطالة، و70% من اللّبنانيّين غير مضمونين، والدّولة غارقةٌ في الدّيون، والخزينة في عجزٍ موصوف، والاقتصاد في كلّ قطاعاته متعثّرٌ، ولا تنتهي سبحة الحالة البائسة التي بلغنا إليها. إنّ قانون العمل الذي تعمل الوزارة على تطبيقه يحفظ حقّ الجميع. فرجاؤنا ألاّ يكافئ الإخوة الفلسطينيّون لبنان وشعبَه بالتّظاهرات والانتفاضات”.
وأضاف “تعالوا بالأحرى نصوّب الهدف إلى الذين سلبوا أرضَكم وهجّروكم، وإلى المجتمعَين العربيّ والدّوليّ المسؤولَين مع السّلطة الفلسطينيّة عن الأساس الذي نناضل معكم في سبيله، وهو حلّ الدّولتين وعودة جميع اللّاجئين الفلسطينيّين إلى أراضيهم، تطبيقًا لقرارات الشّرعيّة الدّوليّة منذ العام 1948 وما تلاه. فلا ننزلقنّ، من حيث لا ندري، في خطّ تسهيل ما يُسمّى “بصفقة القرن” و”مشروع الشّرق الأوسط الجديد”.