بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في بيان صادرٍ عن الزاوية القادرية: “إن من أشدّ الإبتلاءات، أن يُبتلى المجتمعُ بأناسٍ يتعدُّون حدود الله ولا يقيمون وزنًا لتعاليمه وآياته. ومن أبشع صور التعدّي، أن يهتك أحدٌ أعراض الناس، أو يتحدّث عنها بالسوء، وبما لا يرضي الله والضمير والوازع الإنساني”.
أضاف البيان: “إن ذلك مما يحذّر منه المولى جلّ وعلا وعذابه عنده عظيم. يقول تعالى في سورة النور: ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )”.
وشدد على أنه “بعد هذا البيان القرآني الواضح والصريح، نستغرب كيف لمسلمٍ أن يفكّر حتى لمجرد التفكير، في أن يخوض بأعراض الناس لغوًا وهمزًا ولمزًا وحتى كشفًا للعورات وهو أمرٌ نهى عنه ربنا جلّ وعلا في القرآن الكريم، ويقع في باب الأذية أيضًا لعباد الله. يقول تعالى في سورة الأحزاب: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).
وخَلصَ البيان إلى القول: “إنَّ التعرّضَ لحُرمات الناس وأعراضهم، أمرٌ مخالفٌ لما نهى عنه الله وزجَر، وفاعله قبيح القلب واللِّسان، ومذموم من الله وعباده وهو شخصٌ ملعون بالإستناد إلى النص القرآني الآنف الذكر، وآثمٌ في الدنيا وفي الآخرة وعذابه عند الله شديد. فمن أراد أن يكون في حفظ الله ورعايته، عليه أن ينتهي عن نواهيه ويعمل بما يرضيه. ومن أراد أن يكون عونًا للشيطان ومن أتباعه، فليستمر بهذه الأعمال الشيطانية التي يمقتها الله تعالى وتؤذي خلقه”.
الزاوية القادرية في عكّار
19 – شعبان – 1441 الموافق لـ 12 نيسان 2020