هذا العام، لن تكون ذكرى 13 تشرين 1990 واحدة. بل تبدو مناسبة تحل على التيار الوطني الحر والمحسوبين عليه، في وقت يكثر الكلام عن عواصف داخلية تضرب التيار، فيما هو- بوصفه الرافعة الأساسية لعهد الجنرال ميشال عون- يتحرك على أكثر من جبهة سياسية ونيابية ووزارية.
تحل ذكرى انتقال العماد ميشال عون من قصر بعبدا إلى منفاه الباريسي الطويل تحت نير قصف الطيران السوري هذا العام، فيما يسجل عداد المناوئين لرئيس التيار البرتقالي جبران باسيل وخياراته، ارتفاعا لافتا تترجمه أعداد المفصولين من الحزب، معطوفين على أولئك الذين استقالوا منه بملء إرادتهم، وبينهم كثير من المؤسسين المخضرمين.
لكن الأهم يكمن في أن هؤلاء الذين يؤلفون ما اصطلح على تسميتها “المعارضة العونية” اتخذوا قرار رص الصفوف، وشبك أيديهم مع ضباط شاركوا في القتال إلى جانب العماد عون في 13 تشرين، كما في كثير من معاركه الكبرى، وهم سيلتقون السادسة من مساء السبت 12 تشرين الأول الجاري في كنيسة الصعود في الضبية للصلاة لراحة أنفس شهداء 13 تشرين 1990.
وإذا كان أحد لا يشك في أن لهذه المناسبة في الذاكرة الجماعية البرتقالية منحى إنسانيا وعاطفيا، فإن البعد السياسي للمناسبة والقداس ليسا خافيين على أحد بدليل أن عضو تكتل لبنان القوي النائب شامل روكز (الذي كان حاضرا في الميدان في 13 تشرين) سيشارك في القداس الذي ينظمه المعارضون.
وفي وقت تحدثت معلومات صحافية عن احتمال مشاركة كريمتي رئيس الجمهورية كلودين عون روكز(عقيلة النائب روكز) وميراي عون هاشم في القداس، نفت مصادر مقربة من “المعارضين العونيين” لـ “المركزية” علمها بمعطيات كهذه، مكتفية بالاشارة إلى أن الدعوة عامة، وأنها لا تخضع لبروتوكول معين.
أما في ما يخص مشاركة النائب روكز، فإنها تأتي في وقت تتجمع في الفضاء السياسي إشارات كثيرة إلى تغريده بعيدا من السرب البرتقالي، وإن كان يحرص على التمسك بموقعه مدافعا عن رئيس الجمهورية وخياراته، علما أن امتعاضه من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية كان قد بلغ به حد اعتبار أن لا دولة في لبنان. صورة تعطي حضور روكز القداس المعارض معاني سياسية كثيرة لا تخلو من الرسائل المشفرة في اتجاه رئيس التيار. إلا أن مطلعين على ما يدور في الكواليس السياسية، يؤكدون حصر الأمور في خانة ما يسميه روكز “واجب” تكريم ذكرى رفاق السلاح والميدان الذين سقطوا في ساحات المعركة.