Loading

wait a moment

No data available!

جريصاتي: الحلول المركزية للنفايات لم تعد ناجحة

أطلق وزير البيئة فادي جريصاتي مشروع فرز النفايات في الشوف، خلال جولة في المنطقة، وقال: “لا احمل اي مطمر ولا حل لمطمر في الاقليم، نحن نعمل على حل آخر ستسمعون به قريبا ويجب أن نكون كلنا متعاونين في المرحلة القادمة”، لافتا الى “انه كل قضاء سيهتم بنفاياته”، ومشيرا الى انه “علينا ان نضع نفاياتنا في الفترة الانتقالية في مكان ما، بإنتظار الوصول إلى المعامل على كافة الأراضي اللبنانية”، ورأى”ان الشوف سيهتم بنفاياته وعاليه ستهتم بنفاياتها وبعبدا وبيروت، وكل قضاء يجب أن يهتم بنفاياته، لم نعد نستطيع عمل حلول”، ومؤكدا “ان هذا الملف غير سياسي لا نريد مركزية، لأن تراكم الأخطاء الماضية اوصلتنا إلى ما نحن عليه”.

وكان استهل جريصاتي جولته في مركز بلدية سبلين، حيث عقد لقاء مع رئيس البلدية محمد يونس واعضاء المجلس البلدي واهالي وفريق عمل مؤسسة “UN – habitat”، التي قدمت المستوعبات لفرز النفايات، بحضور النائب فريد البستاني ورئيس بلدية كترمايا يحيى علاء الدين وأحزاب وفصائل فلسطينية وأهالي.

ورحب عضو المجلس البلدي أحمد مصباح يونس بالحضور، ثم تحدث رئيس بلدية سبلين، فشكر مؤسسة ” UN- habitat” الممثلة بلودي حبشي، وأمل “من الدولة حل مشكلة النفايات عندنا وايجاد الحلول لها وعدم جعله فزاعة تخيف المواطن وتجعل البلد بؤرة أمراض وجراثيم تطال الجميع”، مشيرا الى “انه في اقليم الخروب لدينا العديد من التلوث البيئي”، داعيا الى “اعادة الثقة بين المواطن والدولة والتي على أساسها تحل المشكلة”.

وشرح عضو مؤسسة “UN – habitat” ايلي منصور مشروع الفرز، وقال: “لقد بدأنا بأربعة مشاريع نموذجية تماشيا مع خطة وزارة البيئة، حيث ان حجر الزاوية فيها هو الفرز من المصدر، وعلى هذا الأساس عملنا بحثنا بين كل بلديات جبل لبنان والشمال، واتصلنا بكل البلديات، وكنا نسألها اذا كان لديها استعداد الفرز من المصدر، وبلديات كثيرة أجابت بالنفي، منها طلبت الاتصال بها بعد الموسم السياحي وأخرى رفضت لانه لا يوجد لديها عمالا في البلدية، ولكن بلدية سبلين كانت من البلديات التي تجاوبت معنا وابلغتنا أنها بالتنسيق مع المجتمع المحلي ستنجح بمشروع الفرز. وعلى هذا الاساس جئنا إلى سبلين حيث يوجد ألف مستوعب بالألوان الثلاثة الاحمر والاخضر والرمادي وهذه هي خطة وزارة البيئة، لذا علينا أن نبدأ بالفرز”.

اضاف: “المطامر خطر على البيئة، ونحن كبرنامج امم متحدة للمستوطنات البشرية نكافح ونعمل بمعايير وحلول صديقة للبيئة بالتعاون بين المجتمع المحلي والبلدية والسلطة المركزية الممثلة بوزارة البيئة”.

من جهته تحدث الوزير جريصاتي فقال: “اليوم هو يوم مهم بالنسبة لي، لأنني من سبلين أطلق أول بلدة ستصبح نموذجية والتي يرأس بلديتها رئيس يتمتع بالجرأة، حيث اتخذ قرارا بتغيير وجه بلدته لتكون بلدة نظيفة. نحن كلبنانيين إذا لم نغير بأدائنا وعاداتنا وتقاليدنا لا شيء سيتغير. لذا اشكر”UN habitat “، فهذا أول تعاون لي معهم، وأشكر كل من عمل معنا لتحقيق هذا الحلم”.

وتابع: “ما نقوم به اليوم لن يعجب سيدات المنازل، ولكن “الكوستا برافا” لم يعد يتسع، ولم يعد بالإمكان وضع نفايات الشوف وعاليه فيه، وبالمقابل كلنا لا نريد مطامر، والبلديات والأهالي قالوا لي ان الشوف لم يعد يحتمل، ووقعوا عريضة بذلك ومنطقة الجية وإقليم الخروب لم تعد تحتمل، وانا معكم، والجية بالذات تحملت الكثير من معمل الكهرباء إلى بواخر الكهرباء إلى معمل سبلين وكسارة الكجك، انتم ضحيتم وتحملتم الكثير وانا معكم، ولكن علينا جميعا أن نفكر بالحلول، وانا شخصيا لم أتعلم السحر وحتى الآن لم أجد حلا لإخفاء النفايات، لذا علينا أن نضع المطمر في مكان حتى نجد معامل تكفي لحل القضية”.

وأضاف “هذا العمل كان يجب ان يبدأ منذ عشرات السنين، والفرز من المصدر كان يجب أن يتبع منذ عشرات السنين، نحن نطمر أموالا و”الكوستا برافا” مليء بالأموال من جيبي وجيوبكم، فالبلاستيك والحديد مطمورين في “الكوستا برافا” وكذلك المواد العضوية يجب ألا تكون فيه، “الكوستا برافا” كلف الملايين، كذلك الأمر في برج حمود والجديدة، ونسأل انفسنا لماذا امتلأت هذه المطامر التي كلفت ملايين الدولارات، وماذا فعلنا حتى لا تمتلئ، وأين مسؤوليتنا نحن كدولة. على ماذا نراهن؟ نحن نراهن على فشلنا، فقد وصلنا إلى هذه الحال نتيجة فشل الادارة، كما أننا فقدنا الثقة بالناس، والمطلوب مني اليوم إصلاح أربعين سنة قلة ثقة بالمطامر والمعامل والدولة وبالادارة، وانا هنا لا ازعل من الناس اذا شتمتني، فهذا حقهم، وكيف لي ان ابني الثقة معكم وأن أصلح 40 سنة إدارة سيئة، فساد و”حرامية حكمونا” وسوكلين سرقتنا لمدة 25 سنة، أين كنا نحن كلبنانيين لماذا لم ننزل إلى الشارع وقتها؟، لماذا لم نتظاهر؟، فكل بلدياتنا في جبل لبنان مديونة، فقد دفعنا ثمن الطن 150 و170 دولارا، الاغلى في العالم، أين كنا وقتها؟ البلديات مديونة يحسم منها 40% للصندوق البلدي المستقل ولتدفع دينا هي ليست مسؤولة عنه، بل دين فرض علينا”.

وأردف: “البكاء لا ينفع والماضي لا يعود، لذا علينا أن نغير عاداتنا، وسبلين كان لديها الجرأة لتقول انا اريد ان اغير، ويجب أن يبذل جهد لتنجح هذه التجربة، فإذا فشلت لا يكون رئيس البلدية هو من فشل وإنما كل واحد في منزله عليه أن يساعد رئيس البلدية لينجح، ويساعد وزارة البيئة لتنجح، فأنا لوحدي لا أستطيع عمل شيء، لقد وضعنا القطار على السكة وازور كل بلدة في لبنان والجامعات والمدارس واعمل على توعية المجتمع المدني ليكون معنا، والنساء والمجتمع المدني قادر على أحداث الفرق من خلال الدخول إلى كل منزل وكل حي وبذل الجهد والوقت لشرح كيفية الفرز، فثمن طن البلاستيك 270 دولارا، والحديد 1200 دولار والكرتون والورق والكرتون 60 دولارا، وهذه كلها اموال يجب أن تعود للبلدية بالاتفاق مع شركة “سيتي بلو” او بالمباشر تستطيع البلدية بيعه، و”السيتي بلو” ملزمة بتلوين البراميل حسب الوان الوزارة لأن هذا تعميم من الوزارة، ومشروع الفرز من المصدر تم التصويت عليه من قبل مجلس الوزراء لاول مرة في تاريخ لبنان منذ اسبوعين، ولكن كل ذلك يبقى حبرا على ورق اذا لم نقرر نحن كلبنانيين أن نغير، وإذا لم نعي بأن المطامر نحن من دفع ثمنها، لا الأتراك ولا الاميركان ولا الفرنسيين دفعوا ثمنها، ولا الامم المتحدة، فهي قامت بما يتوجب عليها، ونحن علينا أن نخلص المطامر لتعيش وقتا أطول من خلال الفرز، وكل مطمر نعمله ولا يعيش هو خسارة للوقت والأموال وهذا حرام، فالفرز من المصدر هو واجب وطني على كل واحد منا”.

وقال: “لدينا مشروع كبير لنحول جزءا من نفاياتنا إلى طاقة وفيول لنستعمله كطاقة بديلة، وانا كنت بزيارة إلى جاركم الأكبر واخيكم الكبير معمل سبلين، وهذه شراكة اساسية يجب ان تكون، فسبلين اكيد وقفت معكم في الفترات الماضية، ويجب أن تقف معكم بشكل أكبر بالانماء في هذه البلدة، فأنتم البيئة الحاضنة للمعمل والجار الاكبر له، ما أستطيع قوله لكم كوزارة بيئة إننا عملنا كل الدراسات البيئية للمعمل من ناحية الانبعاثات، وبكل مصداقية أقول لكم وضميري مرتاح، لأن ما تم عمله في المعمل ممتاز ولا زال هناك مستودع ويلزمه مدة شهرين للانتهاء منه، وستكون لي زيارة لافتتاحه من أجل تخفيف الغبار جراء الفحم الموجود، وبذلك نكون مئة بالمئة ملتزمين بيئيا حسب النظم الدولية، ونكون ايضا قد اوقفنا “شيطنة” المعامل الموجودة، وبدأنا مرحلة استعمال المعمل لنلاقي حلولا بيئية أكبر بكثير للشوف كله.”

وتابع “المرحلة القادمة ستكون مرحلة أفضل من الماضي، ولنكن متفائلين، وأتمنى أن نتفادى اي مطمر في المنطقة، انا هنا لا أشد يمينا او يسارا، فلنفكر بمصلحة اهلنا، وعلينا ان نضع نفاياتنا في الفترة الانتقالية في مكان ما، بانتظار الوصول إلى المعامل على كافة الأراضي اللبنانية، الشوف سيهتم بنفاياته وعاليه ستهتم بنفاياتها وبعبدا وبيروت وكل قضاء يجب أن يهتم بنفاياته، لم نعد نستطيع عمل حلول اليوم، اؤكد لكم اني لا احمل اي مطمر ولا حل لمطمر في الاقليم، ونحن نعمل على حل آخر ستسمعون به قريبا، ويجب أن نكون كلنا متعاونين في المرحلة القادمة، وأؤكد ايضا ان هذا الملف غير سياسي لا نريد مركزية، لأن تراكم الأخطاء الماضية اوصلتنا إلى ما نحن عليه. النفايات ليست سما، والاوساخ على الطرقات نحن مسؤولون عنها، فكل لبنان يعنينا وكل شارع فيه هو ملك للجميع”.

وختم: “من سبلين هذه البلدة النموذجية وكأول بلدة خضراء في لبنان، اتمنى عليكم أن تكونوا السباقين في نجاح مشروع الفرز من المصدر، ونحن كوزارة إلى جانبكم. انا متفائل جدا طالما ان هناك أناس قادرة على التغيير وطالما هناك مجتمع دولي يثق بنا ويساعدنا”.

بعدها انتقل جريصاتي والوفد المرافق الى بلدة شحيم، فكانت المحطة الثانية في مركز البلدية، حيث التقى رئيس البلدية احمد فواز والاعضاء ومخاتير وشخصيات ومهتمون واهالي. وتحدث فواز مرحبا بالوزير والوفد وقال: “اهلا بك في بلدك الاول، انت مثال الشاب النشيط الذي يعمل لمصلحة البلد، شحيم عاصمة إقليم الخروب المعروف بالكثافة السكانية والمساحة الضيقة، لذا نتمنى منكم ومن النواب والقيمين التفاتة خاصة إلى إقليم الخروب، ففي شحيم مثلا يعيش 50 الف نسمة إضافة إلى 20 الف نسمة، 90% منهم سوريون ومن جنسيات مختلفة، والبلدية لا تملك مشاعات بعيدة، لذا نتمنى منكم النظر جغرافيا وفنيا للاقليم، علما اننا كبلديات نعود دائما في موضوع النفايات إلى الاتحاد الذي يمثلنا جميعا”.

وكانت كلمة لعضو المجلس البلدي سامي عبدالله فقال: “جئنا لاستقبالك لتعلم كم نحن متحمسون ومتشوقون لمجيء رجل مسؤول إلى البلدة، ومن باب العرفان نقول: تحية لمن جاء ليزيل العثرات ويفيض بالخبرات ويحافظ على الأمانات بصدق الأمانة ومصداقية العمل، ومن باب الالتزام وما وجدناه من صفوة وما تمثل لنا من قدوة تعمل للصالح العام صدقا وعملا لأن لبنان إذا فقد البنيان بقي فيه الإنسان يعمل لتوحيدالكيان ويعيد البنيان، فكيف إذا كان أحد مناراته معالي الوزير، نأمل ان تكون زيارتك منتجة ومثمرة”.

وتحدث الوزير جريصاتي فقال: “أحببت أن ألتقي بكم، علما اني بدأت زيارتي في بلدة سبلين واطلقنا مشروع الفرز من المصدر، وانا اعتبر نفسي سفيرا لهذا المشروع، فقد تبنيته شخصيا، واستطعنا منذ اسبوعين أن نصدر لأول مرة مرسوم الفرز من المصدر، وانا اعتبر هذا الأمر تاريخيا وإنجازا كبيرا للبنان، لاننا، نعلم أزمة النفايات ونعيش فيها، وعلينا الا نسأل انفسنا بعد الآن لماذا وصلنا إلى هذه الحالة، فنحن كمواطنين وكبلديات وكدولة ووزارة بيئة وكحكومات متعاقبة ماذا عملنا كي لا نصل إلى الازمة؟ طبعا نحن لم نقبل بتغيير اي شيء من عاداتنا، ولم نقبل إلا أن نطمر كل نفاياتنا ولم نقبل بالفرز من المصدر لنخفف كميات الطمر لذا اقول: النفايات “حقها مصاري” ولها قيمة. المطلوب من اهل شحيم أن يقرروا بأن موضوع الفرز هو موضوع استراتيجي، لأن كل شيء نفرزه ليتسنى للبلدية أن تبيعه هو توفير على جيوبنا وبيئتنا وتوفير طمر على مطامرنا، لأننا اليوم نطمر الاموال، ونخسر بقيمة الاغراض وبقيمة المطمر الذي ندفع كمواطنين ثمنه. مشروع الفرز هو مشروع حيوي واصلاحي للبنان”.

وأضاف: “اشكر ال “Un habitat” الذين وقفوا إلى جانبنا بناء لطلبي وقد اخترنا اربع قرى نموذجية فيها رؤساء بلديات ومجتمع مدني جاهز ومستعد أن يخوض هذه المغامرة معنا. الفرز مشوار طويل، وحتى الساعة لا زال هناك حملات توعية في أوروبا للفرز من المصدر، لذا لا تملوا، فهذا واجب علينا، وعلينا جميعا مساعدة رئيس البلدية والوقوف إلى جانبه، لأنه بالنهاية الأهالي هم من سينجحون. والامر نفسه بالنسبة إلينا في الوزارة فلكي ننجح، نحن بحاجة إلى رؤساء بلديات مقدامين وجريئين ليغيروا الصورة، فهم شركاء أساسيون لنا. ونحن اليوم نوزع براميل وعلى الجميع الالتزام بها، والمطلوب من شركة “سيتي بلو” أن تكون ملتزمة بألوان البراميل من وزارة البيئة حسب التعميم. وكل المواد العضوية نحولها إلى “كومبوست”، وبذلك نوفر على جيوبنا وعلى دولتنا التي لم تعد قادرة على تحمل كلفة معالجة النفايات”.

وتابع” انتم في الاقليم وقعتم عريضة رفضتم فيها المطامر، لأن المنطقة عانت وتحملت الكثير، وانا معكم واتفهمكم . وانا لست هنا لابيعكم كلاما، فالشوف في النهاية عليه ان يتحمل نفاياته وعاليه كذلك وبعبدا وبيروت وكل قضاء يجب أن يعالج نفاياته، لان الحلول المركزية لم تعد تجدي نفعا ولا تنجح، فالحل يبدأ من منازلنا من خلال الفرز، لمساعدة الدولة. نحن في وزارة البيئة أطلقنا مبادرة تساعدنا فيها الامم المتحدة، لتغير من عاداتنا القديمة، ونجاحها يكون بأن نقرر كمواطنين أن نغير بادائنا، لذا أتمنى على المجتمع المدني أن يكون إلى جانب البلدية في هذه المرحلة، ونحن كوزارة مستعدون لإلقاء محاضرات توعية ضمن إمكانياتنا لننجح سويا في الحفاظ على بيئتنا.”

وختم “اما بالنسبة الى الخطة بالنسبة إلى النازحين السوريين، فمنذ ثلاثة أشهر بدأ الحديث عن النازحين السوريين مع ال”UNHcR” ومع كل البعثات الدولية التي تساعد النازحين بالمباشر، فابلغناهم بأنه لا يمكنهم مساعدة النازحين بدون مساعدة البيئة الحاضنة، لأنها تحمل العبء الأكبر بهذا الموضوع، وال”UNHcR” ملتزمة معنا بالقيام بحملات تدريب وتوعية للاجئين من خلال تقديم المعدات اللازمة وتقوية البلدية، وهذا موضوع سنكمله”.

بعدها زار جريصاتي والوفد المرافق النائب محمد الحجار في دارته في شحيم في منطقة مرج علي، وعقد لقاء بحضور النائب بلال عبد الله رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار ورئيس بلدية شحيم السابق السفير زيدان الصغير واعضاء من المجلس البلدي ومخاتير وشخصيات.

بداية رحب الحجار بجريصاتي والحضور، ثم عبر عن إعجابه بديناميكية تعاطي الوزير جريصاتي بموضوع البيئة، وجولاته في المناطق اللبنانية، ورأى انها “تعبر فعلا عن نمط ونوعية جديدة من الوزراء نعتز بهم ونعلق آمالا كبيرة عليهم في حل مشاكل كبيرة تمر بها البلاد”.

وأضاف: “لا شك ان هذه الحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حكومة الى العمل ملقى عليها آمال كبيرة، وعليها ايجاد العديد من الحلول للمشاكل التي نعيشها وأبرزها المشاكل البيئية التي نعاني منها، بالإضافة الى المشاكل الإقتصادية والإجتماعية”.

وأشار الحجار الى “أن مبادرة اليوم في شحيم، مبادرة يقوم بها المجتمع المدني عبر جمعية اقليم الخروب للتنمية الإجتماعية وبالتعاون مع شباب حي مرج علي، وبالإتفاق مع بلدية شحيم”، لافتا الى “انه كان سبق هذا العمل مبادرة أخرى كانت قد قامت بها بلدية شحيم في أحياء أخرى في شحيم”، موضحا ان “الهدف منها محاولة دفع المواطن اللبناني إلى التوجه الى فرز النفايات من المنشأ لنخفف من حجم النفايات التي تصدر عن منازلنا”.

وأكد “ان منطقة اقليم الخروب عانت الكثير من المشاكل البيئية وما زالت “، مؤكدا “إننا لا نتهرب اليوم من مسؤولياتنا، ولكن على الدولة ووزارة البيئة، المساعدة قدر الإمكان حتى نتمكن من الإستمرار”، مشيرا الى ان “مستوى التلوث البيئي المرتفع في المنطقة كهذا الذي تنتجه معامل الكهرباء وغبار معمل الترابة، ونتمنى ان يتم الإسراع في تنفيذ الوعود بإستبدال معمل الجية الحراري القديم بمعمل آخر جديد صديق قدر الإمكان للبيئة”، لافتا الى “ان الحديث عن إستحداث مطامر في المنطقة، أمر صعب للغاية للقبول به أو تحقيقه”.

وختم: “هذه الأمور علينا أخذها بعين الإعتبار، فحتى الساعة لم نتمكن نحن كمسؤولين من إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وذلك لأسباب عديدة، وعلى طريق إعادة بناء الثقة علينا ان نهدأ ونتروى على منطقة الإقليم وعدم إضافة مشاكل جديدة أو مصادر تلوث جديدة. هذه هي الرسالة التي اردت توجيهها لك كوزير بيئة”.

ثم تحدث جريصاتي، فشكر الحجار والحضور على حسن الإستقبال، وقال:”اليوم زيارتنا تكتسب أهمية كبيرة، وقد بدأناها من سبلين، واليوم في مدينة شحيم، ذات الكثافة السكانية، والتي تستقبل اعدادا كبيرة من النازحين السوريين، اكيد ان العبء كبير عليها، وأصبح هناك تواصل مع اتحاد البلديات، ونظموا عريضة وأرسلوها بالنسبة لموضوع الاقليم ككل، وأكيد تم الحديث بالمعمل والبواخر والكسارات وبمعمل سبلين، وهذه الأمور علينا ان نأخذها بعين الإعتبار، واني أتفهم هواجس الناس، فالنائب الحجار تحدث حول قضية مهمة وهي الثقة، العبء يمكن صعب لدرجة، لأن الحل ليس تقنيا، بل يبدأ من الثقة، وهذه الثقة يجب ات تبنى مع الوقت، فأنا ورثت تراكم أخطاء كبيرة جدا، فالدولة أخطأت في الكثير من الأماكن، أخطأت مع ناسها وأهلها، وأوصلتنا الى مكانة باتت فيها القلوب “مليانة”، وأصبحت الحلول غير مقبولة بهذه السهولة”.

وأشار الى “ان ما نقوم به اليوم هو اطلاق الفرز من المصدر، الذي صدر للمرة الأولى بمرسوم تطبيقي، واليوم نقوم بهذه الجولة بمساعدة الأمم المتحدة “UN – habitat” بالتعاون مع المجتمع المدني، لنقوم بنقلة نوعية”، معتبرا “ان الفرز من المصدر هو أساسي بغض النظر عن اي حل سنصل اليه، اكان تفككا حراريا او طمرا او تسبيخا، والذي نقوم به منذ عشرين وثلاثين عاما”، مشددا على “أهمية البدء بالفرز من المصدر، فكلما خففنا كمية الطمر، نكون نسترد موادا ثمنها مبلغ من المال، نقوم نحنا بطمره، أكان البلاستيك او التنك او الكرتون. ان البلديات لوحدها لا تنجح، والوزارة كذلك اذا المواطن اللبناني لم يقرر تغيير أدائه، ويقول أنا مسؤول عن الدولة، وهذه الدولة لي وانا الذي اتحملها، واذا إنهارت، تنهار علينا كلنا، ولن ينجو أحد بهذا الموضوع، فإذا اردنا ان تعيش مطامرنا أكثر، بغض النظر اين ستكون، علينا البدء بالفرز، وعلى البلديات تطبيق هذا الموضوع على الجميع، وبنفس الوقت على المواطن ان يأخذها بجدية، لأن المواطن هو الوحيد الذي يدفع ثمن هذه المطامر، والتي هي غالية علينا كثيرا، وان كلفة المعالجة غالية علينا كلنا ايضا، نحن ندفعها كمواطنين لبنانيين، فأتمنى بمساعدتك ومساعدة النائب بلال عبد الله واتحاد البلديات والبلديات كلها، فهذه ورشة وطنية كبيرة جدا”.

وقال: “المجتمع الدولي يساعدنا في تقديم المستوعبات والسيارات والمعدات، ولكن لا يستطيع ان يدخل الى بيوتنا ويقوم بعمليات فرز النفايات، علينا الفرز بكل مسؤولية، وعلينا تغيير عاداتنا وتقاليدنا السيئة، ونصبح نضع النفايات المفرزة كل في امانها من المستوعبات المخصصة لها، حتى نسترد جميع هذه المواد، ولا نطمر الا الجزء القليل منها، وهذا الأمر هو الذي يعيش مطامرنا سنوات طويلة، ويوفر علينا الاموال الباهظة، لأننا نحن من يدفع ثمن المطامر، فهذه ورشة بدأت معنا في الشوف، ونأمل ان تستكمل وتشمل كل لبنان، ويأخذ كل رؤساء البلديات المبادرات مع المجتمع المدني، وعلى النواب ايضا مساعدتنا، فعلينا ان نتعاون كلنا جميعا لنجد موقع مناسب في المنطقة، بالنهاية الشوف سيعالج نفاياته، وكذلك عاليه ستعالج نفاياتها، وبيروت وبعبدا كذلك، فكل قضاء سيعالج نفاياته، لم يعد لدينا خيارات، الحلول المركزية لم تعد ناجحة ولا تنجح، لذلك مضطرين، فالقانون 80 الذي صوت عليه النواب الكرام كرس لامركزية النفايات، لذلك سوف نذهب الى مرحلة سنتطلع الى نفاياتنا بطريقة مختلفة، فهذه كلفة وطاقة، لا يمكننا بعد اليوم ان نستحي او نخاف، نريد مواجهة الناس بالحقيقة وبآداء مختلف نحن كمسؤولين، حتى نكسب ثقتهم”، آملا “ان تصبح شحيم نموذجية ومن البلدات الخضراء التي نطمح اليها”.

ثم انتقل جريصاتي الى منزل عضو المجلس البلدي اياد عويدات في بلدة شحيم، حيث اقيم حفل تسليم مستوعبات الفرز من المصدر المقدمة من منظمة UNHABITAT والدولة النروجية، وذلك في اطار التعاون الذي تقيمه “جمعية اقليم الخروب للتنمية الاجتماعية” مع شباب مرج علي – شحيم.

وكانت كلمة لرئيس “جمعية اقليم الخروب للتنمية الاجتماعية” رشيد الحجار، شكر فيها الوزير جريصاتي مؤسسة UN Habitat على مساعدتهم، وكل من كانت له اليد في انطلاقته، وقال: “بدأنا هذا المشروع من حي مرج علي في شحيم، لان هناك مجموعة من شباب المجتمع المدني المنضويين تحت اسم شباب مرج علي، أبدوا الاستعداد لتقديم كل المساعدة المطلوبة لانجاح المشروع”، وأكد “ان الهدف هو توسيع هذه التجربة لكي تطال كل قرى وبلدات الاقليم”، مطالبا جريصاتي “بتأمين المزيد من المستوعبات والمعدات اللازمة لكي يطال كل الاقليم”.

بدوره شكر جريصاتي كل من ساهم في انطلاقة المشروع، وتوجه الى شباب مرج علي بالقول:” انتم تمثلون المجتمع المدني الواعي والمسؤول الذي لم يجلس ويستمر ب”النق” والانتقاد، والذي قرر ان يبادر ويغير”، وامل ان” تنتقل العدوى الى شحيم وكل الاقليم والشوف وكل لبنان”.

وتابع: “ما تقومون به هي ثورة، فكل الثورات تبدأ بمجموعة مؤمنة بقضية، وانتم تشكلون نخبة قررت تغيير وجه شحيم”، متمنيا “مد اليد لكل الجمعيات في المنطقة لكي يبادروا”، معتبرا “ان الاختلاف بالسياسة كبير، انما بالبيئة يجب ان نجتمع لنغير”، ومؤكدا “ان اليوم هو البداية فالمشوار طويل”، آملا “ان تكون الجمعية بعد عدة اشهر قد اوصلت هذا المشروع الى باقي المناطق لكي نعود ونجتمع ونقيم هذه التجربة الرائدة”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *