مازالت ردود الأفعال على خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون في ذكرى “مئوية لبنان الكبير” الأسبوع الفائت، تتوالى. وكان آخرها رد المفتي السابق محمد رشيد قباني على عون اليوم، الذي رأى أن تصريحاته “أتت لتصُبَّ الزيت على نار الفتن التاريخية في جبل لبنان وعلى دولة الخلافة الإسلامية العثمانية باتهامه لها بالإرهاب”.
وسأل قباني: “هل من حكمة الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم نبش التاريخ وأحداثه المختلف عليها؟”، كتوجها الى الرئيس بالقول: “لقد أوقع بك مستشاروك عندما وضعوا محاور خطابكم، وألحقوا أذى كثيراً بمشاعر جمهور كبير جداً من اللبنانيين، والتراجع اليوم عمّا ورد في خطابكم فضيلة، كما من الحكمة أيضاً محاسبة من أورد تلك العناوين في خطابكم”.
رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، استهجن الكلام الصادر عن المفتي قباني، وقال في تصريح:”من المؤسف والمعيب أن يصدر عن مرجع ديني مسؤول كلام يسيء إلى مقام رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس دفاعا عن دول ومصالح خارجية بدلا من اعتماد خطاب وطني وحدوي في هذه الظروف. إن باني تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، الذي دخل التاريخ من الباب العريض، كان بعيد كل البعد عن السياسة العثمانية، وأسس لدولة علمانية أرست نهجا جديدا في التعامل مابين الدول”.
وختم الخازن متمنيا على قباني ووزارة الخارجية التركية “اعتماد الكلمة السواء في مقاربة الأمور والأحداث التاريخية”.