Loading

wait a moment

No data available!

في زمن التحولات الكبرى، يصبح للكلمة وزن، وللرأي دور، وللقلم مسؤولية.. ومع ذلك، يصرّ بعض الكتّاب على أداء دور «الصفيق »، لا يكتب إلا مديحاً، ولا يرى إلا نجاحاً، كأن همّه الأكبر هو توزيع الشكر والثناء، لا تحريك الفكر ولا إزعاج العقول النائمة.

بقلم خديجة مصطفى

هذا الكاتب الذي اختار أن يكون مرآة مشوّهة لا تُظهر إلا ما يلمع، هو مشكلة بحد ذاته. ليس لأنه يمدح – فالمديح في محله فضيلة – بل لأنه لا يملك غيره. مقاله لا يحتوي على تحليل، لا على رؤية، لا على طرح مختلف..

لكن السؤال الأهم: ما الذي قدّمه للقارئ؟

هل شخّص مشكلة؟ هل نقد خللاً؟ هل فتح نقاشاً؟ هل طرح سؤالاً يحرّك الوعي؟ لا شيء..

نحن نعيش في وقت دقيق، نحتاج فيه للأصوات التي تحب بعقل ناقد لا لسان مزمّر. نحتاج من الكاتب أن يكون ضميراً، لا صدى. أن يمتلك الجرأة لقول ما لا يُقال بلا خدش للأمن والأمان..

الكاتب الذي يهرب من النقد، هو كمن يخاف من مرآة تكشف له وجهه الحقيقي. والكاتب الذي لا يُزعج أحداً، هو ببساطة لا يُحرّك شيئاً.

فليصمت الصفيق قليلاً، ولنتحدث بمهنية صاحب منبر يخدم الوطن والمواطن فليس كل صمت حكمة.

الكاتب الحقيقي لا يبيع القارئ كلاماً منفوخاً، بل يقدّم له ما يفكر به ولا يتقن قوله.

والسؤال الأخير: هل الكاتب الذي لا يضيف شيئاً.. يستحق أن يُقرأ؟

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *