بقلم الأستاذ نزير الرفاعي*
في فصل الشتاء ، يعتقد الكثير أن البرودة وما يصاحبها من درجات حرارة متدنية سببها زخات المطر ، وأنه كل ما اشتدت غزارة الأمطار، ازداد الطقس برودة ، إلا أن الحقيقة العلمية من جهة، وشعور الإنسان بفرق درجات الحرارة المرتفعة والمتدنية من جهة ثانية ، قد أثبتا عكس ذلك تماما”.
حيث يعد هطول الأمطار عاملا أساسيا” لتعديل درجات الحرارة نحو الإرتفاع ، ولكن كيف يحصل ذلك ؟
إن حركة الهواء فوق سطح الأرض ، واحتكاكه بتضاريسها ، يسمح لهذه الكتل الهوائية بالتأثر مباشرة بحرارتها ، فإذا كانت الأخيرة مغطاة بالثلوج، كان لا بد للكتل أن تبرد باحتكاكها بالثلج ، فتحمل معها البرودة والحرارة المتدنية أينما اتجهت ، فتنخفض الحرارة في هذه المناطق .
ويتأثر لبنان مع باقي دول شرق المتوسط سنويا برياح قطبية شمالية باردة ، مصدرها القارة القطبية الشمالية .
وعندما يأتي المطر ، وهو أثقل وزنا” من الهواء ، يشكل حاجزا” ورادعا” فيعيق تحركاته ومساره ، وبالتالي يبطل فعاليته ، فترتفع درجات الحرارة تدريجيا”.
وأثناء الليل يحتك الهواء بالجبال والقمم المغطاة بالثلوج ، فيثقل وزنه ، وبالتالي سيهبط مرورا” بالسفوح وصولا” للساحل مصطحبا” معه انخفاض في درجات الحرارة حيث تستمر بالإنخفاض حتى ساعات الصباح الأولى ، لتعاود الإرتفاع تدريجيا بالتزامن مع شروق الشمس.
بقلم الأستاذ نزير الرفاعي