Loading

wait a moment

No data available!

“ورد شاب عكاري ضحية جديدة تضاف الى لائحة شهداء لقمة العيش في وطن مات العيش به”

هاجر الرفاعي / أنا والخبر.

في مجتمعنا الذي نعيش فيه ، نحيا مع خرابه ودماره ، ومع التهميش الذي يلحق بشبابه ، والشقاء الذي يتحملونه من أجل الحصول على لقمة عيشٍ مغمسة بالدماء .

فاليوم ومع كل ما نمر به من أزمات ومأساة ، ومع كل ما يعيشه شباب عكار من تعب وكفاح ، شاء القدر أن نشهد حادثة صادمة للجميع وهي ، وفاة الشاب الشهيد البطل ورد من شباب عكار من سكان بلدة القرقف لأجل كسب لقمة العيش، والذي لم يمر على زواجه سوى شهرين فقط .

إذ كان يعمل في إحدى الشركات لتصنيع الحجارة الحرارية التي تستعمل لصناعة الأفران . وبينما كان أحمد يصطر على أحد الطلبيات إنقلبت عليه وفارق الحياة على الفور .

لم يكن ورد الحادثة الأولى التي شهدتها محافظة عكار بل شهدت الكثير منها ، وكل ذلك كان وراء السعي لتأمين لقمة العيش أو القوت اليومي .

إن شباب عكار يغادرون مناطقهم إلى مناطق أخرى للعمل ، يكافحون كل يومٍ بيومه ويعيشون صعابه التي لا تعد ولا تحصى للوصول إلى نهاية الشهر لكسب القليل من المال ، وهم لا يعلمون متى تنفصل أرواحهم عن أجسادهم .

فعن أي مأساة وظلم سنتحدث بعد الآن ؟
إن شبابنا شباب عكار في رحلتهم الصعبة حاملين أرواحهم على كفوفهم لا أحد يعلم متى يحين رحيله . فهذا يعني أن شبابنا تخاطر بأغلى ما تملك وتقدم أغلى ما تملك من أجل الحصول على لقمة العيش . هذا كان وضع الشاب الذي غادر الحياة ووضع شباب عكار الذين ما زالوا يجاهدون ويكافحون.

يحق لشبابنا أن تعيش عيشةً كريمة خالية من الذل والقهر ، والخوف الذي يرتابهم كل يوم فهم عند رحيلهم لعملهم داركين ذلك ولكن الشيء الذي لا يدركونه ويظل دائماً شاغل فكرهم هو ، هل سنعود سالمين ؟ أو هل سنعود من الأصل ؟
فلماذا كل ذلك القلق ؟ ألا يحق لهم أن يعيشوا كباقي الشباب ؟ في المرحلة التي يجب أن يكونوا فيها سعيدين يقدمون أرواحهم من أجل لقمة العيش .
من المعترف عليه أن عكار قد خسرت أكبر عدد ممكن من شبابها ضحايا جراء العمل ، فشباب عكار شباب الهمم والقوة إذ أن كل القطاعات في بلدنا تستمر وتنتج من خلال الجهد الذي يقوم به شبابنا فلولا شبابنا لما ظل قطاع مستمر ولكن للأسف هم الفئة الأكثر فاعلة وفي نفس الوقت هم الفئة الأكثر تهميشاً .

فلماذا لا نقوم بتطوير تلك المحافظة( عكار ) ونحافظ على شبابنا ونريحهم من رحلتهم الصعبة ؟
سيظل الشاب ورد مثالاً يلمع شامخاً يفتخر به كل شاب من محافظة عكار . فيا أيها الشاب العكاري إفتخر بكونك من الذين روت دمائهم تراب الوطن دفاعاً عنه وعن لقمة العيش بكرامة وشرف . إفتخر بكونك القوة الفاعلة والمنتجة والمطورة في هذا البلد الذي لم يطور ويحسن وضع أي شاباً عكاري . لذلك “إفتخر”….
رحمة الله عليك أيها الشاب ورد
هاجر محمد الرفاعي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *